دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الواحد والثلاثون (وقفات وتأملات)

صفحة 262 - الجزء 1

  لنا من كأس الموت شراب، ولا نأمن بعده سوء العذاب.

  طوبى لمن له في الطاعة اكتساب، حتى ينال في الآخرة الثواب.

  الويل لمن له العتاب والحساب والعذاب.

  والموت يدخل كل باب، من أخرجه الموت من داره لم يكن له إياب.

  غفلنا من اكتساب الخيرات، ولم نستعد للممات، لا بد لنا من الحساب، ولا بد لنا من العرض على الملك الوهاب.

  ما أغفلنا عن الآخرة! ما أغفلنا عن الورود في الساهرة! غفلنا عن الانتحاب، غفلنا عن الاكتساب.

  غفلنا عن الآزفة، غفلنا عن الواقعة، غفلنا عن القارعة.

  لم نكثر الندامة، لم نذكر القيامة، لم نخف الطآمة.

  يا من بارز الله في السر والحجاب، وغلق عليه الأبواب، أتظن أن ذلك يخفى على الملك الوهاب، إنك في دينك مصاب، إن العاصي يسقى في النار من الحميم المذاب، هل معك لمالكٍ خازن النار جواب؟ أم لك عنده خطاب؟ أترجو من غير الطاعة الثواب؟ ما أسوأ حالك عند البعث والحساب!

  ما أغفلنا عن الرحلة! ما أغفلنا عن الزلزلة! ما أغفلنا عن الصيحة! ما أجرأنا على الخالق! ما أكفرنا للرازق! يا ويل كل منافق.

  إنا راحلون، إنا مسؤولون، إنا موقوفون، إنا مهانون.

  إنا على سفر، بين أيدينا خطر، ما لنا لا نحذر؟! هل لنا من مفر؟! لا ملجأ من الله ولا وزر، إلى الله المستقر.

  العاقل من ترك ما يهوى لما يخشى، قال الشاعر:

  سبحان ذي الملكوت رَبِّيَ ليلةً ... محضت بوجهِ صباحِ يومِ الموقف

  لو أن عيناً أوهمتها نفسها ... أن العذاب مصور لم تطرف

  حُتِمَ الفناءُ على البرية كلها ... فالناس بين مقدّم ومخلف