شهر رمضان الكريم
  فعلينا أن ننظم وقتنا ونوزعه بين هذا وذاك، وعلى مدار الليل والنهار.
  خسارة ليس لها مثيل أن ينقضي هذا الشهر الفضيل وما عملنا ما يثقل موازين حسناتنا ... خسارة كبيرة أن يذهب كل هذا الوقت المبارك بين الأكل والشرب، والنوم السبات، والحديث الذي لا ينفع.
  خسارة أن ينقضي عمر الشهر الفضيل والإنسان في الشوارع والأسواق يتسكع، وفي مجالس القيل والقال يتنقل ويتربع ..
  صحيح أنّ نوم الصائم عبادة، ونَفَسهُ تسبيح، لكن ليس كل ساعات النهار، وبعض ساعات الليل، يكفي بزيادة ثمان ساعات للنوم.
  خسارة أن نضيع ويضيع معنا أهلنا وأولادنا على حلقات اللهو والضياع، الحلقات الحالقات للدين، وللمثل العليا، وللأخلاق الحميدة، والتقاليد المحبوبة.
  الإعلام بجميع مشاربه الآن يشمِّر عن ساعديه للقضاء على البقية الباقية من معالم الدين، ولذا نراهم - إنا لله وإنا إليه راجعون - يهتمون بجميع أوقات شهر رمضان، الليل والنهار.
  خسارة أن تكون مساجدنا - أيها المؤمنون - في شهر رمضان خالية من الذكر المبين والذاكرين الخاشعين، أو تكون عامرة ولكن بأحاديث الدنيا وأحوال أهلها فحسب ففي هذا من الوعيد الشديد.
  وعن النبي ÷: «يأتي في آخر الزمان ناس من أمتي يأتون المساجد فيقعدون فيها حِلَقاً، ذكرهم الدنيا وحب الدنيا، لا تجالسوهم، فليس لله فيهم حاجة» وفي حديث: «الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمةُ الحشيش»(١) وفي رواية «كما تأكل النار الحطب».
  وعلينا أن نتذكر حديثاً شريفاً رواه الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر #
(١) الكشاف بتصرف يسير، في تفسير سورة التوبة آية (١٨) قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ}.