الدرس الخامس القرآن الكريم المعجزة العظمى
  الحديث(١) مما لا يتصف بالوجوب مما يؤيد هذا الجمع. والله الموفق.
  وقال العلامة الولي علي بن محمد العجري - رحمة الله تعالى تغشاه - في موضع جواز أخذ الأجرة على تلاوة القرآن الكريم للغير، أي الدرس للقرآن على نية الغير مقابل الأجرة، وذلك في ج ٥/ ٣٢٤١، من كتابه (مفتاح السعادة): ولا يبعد أن يكون ثواب التكسب على النفس والعيال من هذا الوجه الحلال مساوياً لثواب التلاوة أو أكثر منه، لما ورد في فضل التكسب من الحلال فيما يعود به على النفس والعيال.
  وقال السيد محمد بن إسماعيل الأمير ما معناه: ولا يبعد أن يكون الأجير والمستأجر داخلين تحت قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: ٢] إذ الأجير أعان أخاه بما أهداه من ثواب تلاوته، والمستأجر أعانه بالأجرة، والثواب حق للأجير فله أن يهبه لمن يشاء من إخوانه، كما أن له أن يسقط حقه اللازم من جناية أو دين، ويعوضه الله خيراً منه، كما قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[الشورى: ٤٠] وقد ثبت أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، فإذا كان الله في عون العبد وهو الذي يكافيه على أعماله فماذا يخاف، وقد ثبت أنه إذا دعا العبد لأخيه بظهر الغيب قال له ملك: ولك مثل ذلك، ولا يقوله الملك إلا عن أمر الله، ودعاء الملَك مجاب.
  قال: ومن هنا أقول إن دعاء العبد لأخيه بظهر الغيب أفضل من دعائه لنفسه، لأنه يعطى ما سأله لأخيه، لأنه يسأله الملَك.
  [وفي ص (٣٢٤٧) ما معناه]:
(١) أعني قوله أحق ما أخذتم عليه ... إلخ. وسببه الأخذ على الرقية. تمت. مؤلف.