دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس السابع الوسائل المعينة على فهم القرآن

صفحة 52 - الجزء 1

  وفيه عنه #: (خذ الحكمة أنى كانت فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج⁣(⁣١) في صدره⁣(⁣٢) حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن، على أن الحق لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يعرفون به).

  كما قال علي #: (اعرف الحق تعرف أهله). رواه في النهج.

  وفيه أن الحارث بن حوط أتى علياً # فقال: أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة، فقال: يا حار⁣(⁣٣) إنك⁣(⁣٤) لم تعرف الحق فتعرف من أتاه، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه)⁣(⁣٥).

  [أي أنك لم توف النظر حقه، بل نظرت نظراً قصيراً، فكانت النتيجة أن صرت حيران، فعليك أيها الناظر بما يخلصك عند خالقك {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ٣٤ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ٣٦ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ٣٧}⁣[عبس].

  يوم يكون القاضي والحاكم هو الخلاق، وشهوده أهل السماء، والشهود عليك - أيضاً - أعضاؤك التي طالما تعبتَ ونصبتَ وسهرتً من أجل سلامتها في الدنيا، فعليك بسلامتها مما هناك، رزقنا الله وإياك الإنابة والاستعداد لذلك اليوم، آمين ... آمين].

  ثم قال العلامة العجري - رحمة الله تعالى تغشاه -: وليس المقصود أن الناظر يقلد من سبقه من الأئمة والعلماء، وإنما المقصود الاستعانة بما فهموه من الأدلة، ونبهوا عليه من مدلولاتها، ثم يميز بعقله بين صحيحها وسقيمها، ويصير كأنه الذي فهمها واستنبطها، ولا يبعد أن هذا أمر مجمع عليه، وإلا فما فائدة تأليف الكتب،


(١) نهج البلاغة (٤٨١).

(٢) في الأصل: فتختلج.

(٣) إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت.

(٤) في الأصل: يا حارث إنك لم تعرف.

(٥) نهج البلاغة (٥٢١).