الدرس السابع الوسائل المعينة على فهم القرآن
  وتدوين الأقوال وتقييدها بالكتابة، ويشهد له قول أمير المؤمنين #: (من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها). رواه في النهج(١).
  [ثم ذكر المؤلف ¦ الأمر الرابع من الوسائل المعينة على فهم القرآن الكريم، فقال]:
  الأمر الرابع: أن لا يتقيد بمذهب مخصوص، بل يجعل كتاب الله حاكماً على كل مذهب؛ لأن من تقيد بمذهب واعتقد صحته قبل النظر في الأدلة عسر عليه الخروج منه، وأداه ذلك إلى تأويل الأدلة، وردها إلى ما قد اعتقد بجهله صحته، وهذا مشهور معلوم، فعليك بتجنب هذه الخصلة، واجعل نظرك كله لخلاص نفسك، وتحصيل نفعك، ولا تشغلها بتقويم كلام غيرك فتكون كما قال علي #: (فمن شغل نفسه بغير نفسه تحير في الظلمات، وارتبك في الهلكات، ومدت به شياطينه في طغيانه، و زينت له سيء أعماله). رواه في النهج(٢).
  قال العلامة ابن أبي الحديد |: وذلك أن من لا يوفي النظر حقه، ويميل إلى الأهواء، ونصرة الأسلاف، والحِجَاج عما ربى عليه بين الأهل والأستَاذِيْن(٣) الذين زرعوا في قلبه العقائد يكون قد شغل نفسه بغير نفسه لأنه لم ينظر لها، ولا قصد الحق من حيث هو حق، وإنما قصد نصرة مذهب معين يشق عليه فراقه ...».
  [وذلك الفريق كثير رجاله، جم أنصاره، انظر مثلاً (الرازي) العالم المعروف، والمفسر المشهور، كيف يتعصب لأصحابه، تأمل قول المولى العلامة العجري حيث يقول تحت عنوان في الجزء الأول من (مفتاح السعادة) ص ٢٣١ - ٢٣٤: تنبيه في التعليق على كلام الرازي: وظاهر كلام (الرازي) التزام هذا وأن
(١) ص (٥٠٠).
(٢) ص (٢٢١).
(٣) جمع أستاذ. تمت. مؤلف.