دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس السابع الوسائل المعينة على فهم القرآن

صفحة 56 - الجزء 1

  وقال القاسم بن إبراهيم #: (فاعرف يا بني الحق ومن خالفه فإنك يا بني حينئذٍ تعرف الحق ومن أَلِفَهُ).

  واعلم أن معرفة الحق قسمان معلومان، وجزآن عند المحققين مقسومان:

  أحدهما: معرفة الحق في نفسه ونعته، وما أبانه الله من ضياء بينته.

  والآخر: معرفة ما خالفه من الباطل، والبراءة إلى الله من جهل كل جاهل.

  فاعرفهما جميعاً تعرف الحق وتوقنه، وتعرف قبيح كل أمر كان أو يكون وحسنه، ولا تغتر بهما جهلاً، ولا تكون لواحد منهما معطلاً، فتجهل بعض الحق أو تعطله، ولا تؤمن أن تركب بعض الباطل أو تفعله، ومتى لا تعرف الباطل لا تتبرأ من أهله، ومن لا يتبرأ من المبطل حل من السخط في محله، ومتى يجهل بعض الحق لا يؤمن على البراءة من المحق، ومن تبرأ من المحقين تبرأ الله منه، ومن أعرض عنه المحقون سخطاً أعرض الله عنه). ذكره في كتاب (الدليل الكبير).

  ثم قال العلامة العجري - رحمة الله تعالى تغشاه - ص ٧٦:

  وينبغي له مع إمعان النظر - أن يكون عالماً بالعربية بجميع أنواعها من المفردات، والقواعد النحوية، والبيانية وغيرها - محققاً في أصول الفقه، وعلم الكلام، ممارساً في الفقه وغيره من الفنون التي يريد استخراجها من القرآن؛ لأن بذلك يسهل عليه إدراك مآخذ المسائل، ولذا قال الغزالي: وإنما يحصل الاجتهاد في زماننا بممارسة الفقه فهو طريق تحصيل الدراية في هذا الزمان، ولم يكن الطريق في زمن الصحابة ¤ ذلك.

  وقال العجري ¦:

  اعلم أنه ينبغي له إمعان نظره وفكره، والصبر على التفطن والتفهم لما تضمنته الآيات من الدلالات، والرموز والإشارات؛ حتى يهجم على اليقين مما نبه عليه القرآن من البراهين العقلية، وما دل عليه من الأحكام الشرعية، والآداب المرضية، فلن يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان، وقد نبه الله على