الدرس السابع الوسائل المعينة على فهم القرآن
  هذا بتكرير الأمر بالنظر والتفكر والتذكر، وذم من لا يعقل ولا يفقه في آيات متعددة، ودل عليه النبي ÷ بقوله: «من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله والتدبر لكتابه والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزُل ...»(١) الخبر.
  وقوله: «فليولج بصره وليبلغ الطريقة نظره».
  وقوله: «فإن التفكر حياة قلب البصير» ونحو ذلك.
  ومن كلام علي # بعد أن ذكر أن الإيمان على أربع دعائم: (على الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد، ثم قال: واليقين منها على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الأولين، فمن تبصر الفطنة تبينت له الحكمة، ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين، والعدل منها على أربع شعب: على غائص الفهم، وغور العلم، وزهرة الحكم، ورساخة الحلم، فمن فهم علم غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحلم، ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس حميداً). رواه في النهج(٢).
  وقال # في وصيته لولده الحسن #: (وتفهم وصيتي ولا تذهبن عنك صفحاً). رواه في النهج(٣)، و (سلوة العارفين)(٤).
  وفي هذه الوصية أيضاً ما رواه في النهج وهو قوله #: (واعلم يا بني أن أحب ما أنت آخذ به إلي من وصيتي تقوى الله والاقتصار على ما فرضه الله عليك، والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك والصالحون من أهل بيتك فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا، والإمساك عما لم يكلفوا، فإن أبت نفسك
(١) تمام الخبر: «ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ذهبت به الرجال من يمين إلى شمال، وكان من دين الله على أعظم زوال» رواه الإمام أبو طالب في الأمالي (١١١).
(٢) نهج البلاغة ص (٤٧٣).
(٣) نهج البلاغة (٣٩٣).
(٤) ص (٥٦٤).