العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خروج الإمام زيد بن علي #]

صفحة 109 - الجزء 1

  وحصرت دار الرزق، ولم يبق من الناس إلاَّ ثلاثمائة رجل، جاءنا يوسف بن عمر في عشرة آلاف مقاتل قد صفهم صفاً خلف صف، حتى لا يستطيع أحد يلوي عنقه فجعلنا نضرب فلا نرى إلاَّ النار تخرج من الحديد، فظهرنا عليهم وقتلنا منهم مقتله عظيمة، وجاء سهم فأصاب جبين زيد، فأنزلناه وانحزنا به إلى دار امرأة من همدان، وقد ظنوا أن انصرافنا على جاري عادتنا في المبيت، وقد كرهونا وهابوا قربنا ويئسوا من الظهور، فلما صار في بيت المرأة، كان رأسه في حجر محمد بن سلمة الخياط⁣(⁣١)، ورجلاه في حجر أخٍ له، فقال: أين يحيى؟ فجاء يحيى فأكبَّ عليه، وقال: ابشر يا أبتاه تَرِد على رسول الله ÷ وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: أجل يابني، ولكن ايش تريد أن تصنع؟ قال أريد والله أن أقاتلهم ولو لم أجد إلاَّ نفسي، قال فافعل يا بني فوالله إنك لعلى⁣(⁣٢) الحق وأنهم لعلى الباطل، وإن قتلانا في الجنَّة، وقتلاهم في النار، ثم قال: قين قين، فجئناه بحداد فنزع


= ومن مواقفه البطولية مع الإمام زيد أنه سمع رجلاً من أهل الشام يسب فاطمة & فتسلل حتى وصل إليه فقتله، وعاد إلى الإمام فأخذ الإمام يقبله بين عينيه وهو يقول: أدركت والله ثأرنا، أدركت والله شرف الدنيا والآخرة.

وقد أدرك المترجم الإمام الحسن بن علي الفخي، وخرج معه، ثم بايع الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن، قيل: توفي سنة ١٨٠ هـ.

انظر أعلام المؤلفين الزيدية عن معجم أصحاب الإمام زيد، طبقات الزيدية خ، وغيرها.

(١) محمد بن سلمة الخياط: هو محمد بن سالم أبو سهل الكوفي الهمداني الخياط، من الثقات الأثبات، والعارفين في فنون العلم، وله كتاب في الفرائض، كان ابن معين يمليه على أهله.

قال عنه الصادق: إنما الزيدي حقاً محمد بن سالم بياع القصب، بايع الإمام زيد وجاهد معه، وذكر أبو العباس الحسني أن رأس الإمام زيد بن علي كان في حجره بعد ما أصيب، وذكره أبو القاسم البغدادي فيمن أخذ عن الإمام زيد، وقال: وله فضائل جمة، وعده المزي فيمن روى عن الإمام زيد، وتبعه ابن حجر، وقال في الجداول: وهو ممن اشتهر بالأخذ من الإمام زيد، وقد نال منه المنحرفون عن الآل.

انظر معجم أصحاب الإمام زيد بن علي #.

(٢) في (ب): على.