العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خروج الإمام زيد بن علي #]

صفحة 110 - الجزء 1

  السهم وكانت نفسه معه فهذه مدَّة زيد # ثلاثة أيام، فيالها من أيام ما أشرف وأنفع أثرها في دين الله، فتحت باب الجهاد للمجاهدين، وكشفت الغطاء عن أعين الغافلين، وميَّزت بين المحقين والمبطلين، وصدَّقت قول الله سبحانه [في قوله]⁣(⁣١) {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ}⁣[النساء: ٩٥]، كيف يكون إماماً من أغلق بابه عن نصرة المستضعفين، وأرخى ستره فرقاً من سطوة الظالمين، فلقد جاءت الرافضة شيئاً إدَّاً، وبعدت عن الصواب جِّداً، إذ رامت هدم قواعد الدين الصليبة بواهن فرعها، وهزم صلاب⁣(⁣٢) ثوابت الأدلة بمتذاب⁣(⁣٣) جمعها، نفخت في غير ضرام، ورامت قلع ركني شمام، وفرقت بين الذرية الزَّكية، كما فرقت اليهود والنصارى بين أهل النبوة.

  ولم يختلف أحدٌ من أهل العلم الحافظين أصوله [في]⁣(⁣٤) اتفاق الذرية الزَّكية على تصحيح إمامة المستحق [من]⁣(⁣٥) الذرية، وقد روينا من كتاب الأنوار الذي قدمنا سنده ما وصلنا به إلى أبي السدير قال: دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي @ فأصبنا منه خلوة فقلنا اليوم نسأله عن حوائجنا كما نريد، فبينا نحن كذلك إذ دخل زيد بن علي @، وقد لثقت عليه ثيابه، فقال له أبو جعفر بنفسي أنت ادخل فأفض عليك من الماء، ثم اخرج إلينا قال: فخرج إلينا متفصّلاً، قال الشريف أي مبتذلاً، قال: فأقبل أبو جعفر يسأله، وأقبل زيد يخبره بما يُحتجُّ عليه، والذي يحتج به [قال] فنظروا إلى وجه أبي جعفر يتهلل، قال: ثم التفت إلينا


(١) زيادة في (ب).

(٢) في (ب): صواب.

(٣) في (ج): بميدان جمعها.

(٤) في (ب): أن.

(٥) في (ب): في.