العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الواقفة والممطورة]

صفحة 122 - الجزء 1

  أكثرهم لما مات عبدالله بن جعفر رجعوا إلى اعتقاد إمامة موسى، وهكذا⁣(⁣١) حال من اعتقد اعتقاداً بغير دليل لا يستمر ثباته عليه؛ لأنه لا قاعدة له.

[الواقفة والممطورة]

  ثم اختلفت المفضلية بعد حبس موسى # المرة الثانية التي قُتِل فيها # على أربع فرقٌ، فرقةٌ زعمت أنه حيّ، وسيخرج ويملأ الأرض عدلاً، وهو المهدي الذي بشر الله به، وإنما غاب ولهم في ذلك شرح طويل وهؤلآء يسمون (الواقفة) لوقوفهم على موسى، ويلقبون أيضاً (الممطورة)؛ لأن رجلاً منهم ناظر يونس بن عبدالرحمن⁣(⁣٢)، وهوقطعي، فقال له يونس لأنت أهون عليَّ من الكلب


(١) في (ب): وكذا.

(٢) يونس بن عبد الرحمن: أبو محمد، مولى علي بن يقطين (وزير هارون الرشيد وصنيعة بني العباس) تبناه الأخير بعد أن التقطه في أيام تخفيه، ولذلك سمي لقيط آل يقطين، وإن حاول الإمامية إخفاء هذه الحقيقة عن طريق بعض الروايات العجيبة.

روى الكشي في كتابه عن الرجال، عن علي بن محمد القتيبي، قال: سألت الفضل بن شاذان عن الحديث الذي روي في يونس أنه لقيط آل يقطين، قال: كذب.

ولد يونس في آخر زمان هشام بن عبد الملك، ويقطين لم يكن في ذلك الزمان إنما كان في زمن ولد العباس، وقد رد على ذلك المامقاني بقوله: الظاهر كونه إشتباهاً من الفضل بن شاذان، فإن يقطين كان من وجوه الدعاة في زمان مروان بن محمد المعروف بالحمار آخر ملوك بني مروان بن الحكم، ولقد طلبه مروان فهرب، ولعله يومئذ لم يكن يونس مولوداً، وقول الفضل: يقطين لم يكن في زمان هشام وهو إشتباه بل كان، ولكن كان متخفياً، وإنما ظهر عند ظهور الدولة العباسية فلا مانع من أن يكون قد إلتقط يونس في زمان تخفيه، وكان في زمان ظهوره وهو زمان الصادق ملتقطاً، ولاداعي إلى تكذيب ما في أسانيد الأخبار المتواترة من تسميته مولى آل يقطين، لمجرد قول الفضل المعلل بعلة بينة البطلان، ولولا تعليله المذكور لأمكن مصارحته بما في الأسانيد لكنه حيث علل وظهر بطلانها سقط بالمرة، وقد أورد الإمامية في مدحه أكثر من ٢٩ رواية، منها روايات إن الرضا ضمن له الجنة على نفسه وعلى آبائه، وحاشا فضلاء آل البيت أن يضمنوا الجنة أو يزكوا على الله أحداً.

ومن الروايات في مدحه: أنه صام عشرين سنة، وعللوا هذه الرواية بما لايصدقه عاقل، ومما أوردوا في مدحه ما قالوا إنه قال العبد الصالح: يايونس أرفق بهم فإن كلامك يدور عليهم، قلت: إنهم =