العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بعض الأدلة على عدم علم الحسن # الغيب]

صفحة 167 - الجزء 1

  وهي أبيات، فكان بسرٌ يدلج من البلد وجويره يمشي معه فيها حتى أخرجه من أرض اليمن طرداً، وبسر يلتهم ما مرَّ به، فلما وصل مكة حرسها الله تعالى لقيه نعي علي #، فلو كان # بلغه العلم من الله تعالى أوكان يعلم الغيب لكان لقاهْم الجيش وضرب رقابهم قبل دخول اليمن، وسلمت شيعته وبلاده، وهذا لا يجهله عاقل متأمل.

  ومثل ذلك الكلام إغارة الضحاك بن قيس الفهري على الأنبار وقتله الأشرس بن حسان⁣(⁣١) أو حسان بن حسان على خلاف في الرواية، وقد جاءه رسالة عامله يعلمه بإضلال القوم فاستنفر الناس فأبطا المدد فلم يلحقوا الضحاك إلاَّ بشرقي تدمر، وقد طفلت الشمس للغروب فقتلوا من أصحابه بضعة عشر رجلاً ونجا من تحت الليل، فلو كان علم ذلك ولقاهم الجيش لأهلكهم وسلم عامله، فإن⁣(⁣٢) علم ولم يفعل وحاشاه من ذلك فلم ينصح لله في دينه، فكل⁣(⁣٣) قول يؤدي إلى هذه الجهالات يلزم نبذه وإطراحه ولو تتبعنا هذا الخبر⁣(⁣٤) لطال الشرح.

[بعض الأدلة على عدم علم الحسن # الغيب]

  وكذلك الحسن بن علي # أخباره وأحواله مشهورة معلومة ضرورة، في بعثه لعمه عبيدالله بن العباس على مقدمته مع قيس بن سعد بن عبادة في عشرين


(١) وفي (أ): الأشرب بن حسان.

(٢) في (ج): وإن علم.

(٣) في (ج): وكل قول.

(٤) في (ج): ولو تتبعنا هذا الجنس.