العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[عدم علم الحسين للغيب]

صفحة 168 - الجزء 1

  ألف مقاتل، فأستأمن إلى معاوية، وفارق الجيش ليلاً، وكان ذلك سبب وهن أمر الحسن #، وسقي السمَّ ثلاث مرات⁣(⁣١) فهل تراه كان تناوله وهو يعلم ذلك؟ فهذا من الكبائر التي نزهه الله عنها حتى سقته امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس دسَّ إليها معاوية من أفسدها وخوَّفها طلاق الحسن بن علي # لها، وكان مطلاقاً، وبذل لها مائة ألف درهم على سمه، ووعدها بزواج ولده يزيد، [فسقته السم]⁣(⁣٢) فقطع السم كبده # ودخل عليه أصحابه يعودونه، فقال: لقد قلبت الآن كبدي بهذا العود الذي ترونه في يدي ولقد سقيت السم مراراً، وأمَّا مثل هذا فلا، وقد روينا عن النبي ÷ أنه قال: «من تحسَّى سماً فسمُّه في يده يتحسَّاه في النار خالداً مخلداً، ومن وجا نفسه بحديده فحديدته في يده يجأ بها نفسه في النار خالداً مخلداً»⁣(⁣٣)، فهل تراه # يتعمد الكبيرة وهو إمام معصوم بدلالة آية التطهير.

[عدم علم الحسين للغيب]

  ثم [كذلك الكلام]⁣(⁣٤) في الحسين # وانخداعه لأهل الكوفة لما وصلته كتبهم، ثم جاءه بعد ذلك العلم من ابن عمه مسلم بن عقيل بطاعتهم وانقيادهم وكتبوا إليه ثمانمائة كتاب، فلما دنا منهم خذلوه، فقاتلوه حتى قتلوه، فهل تراه تعمد هلاك أهل بيته، وكشف حرم رسول الله ÷، وظهور


(١) في (ج): ثلاث مرار.

(٢) سقط من (أ).

(٣) الحديث بلفظ: «من تحسى سماً فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم» في البخاري ٧/ ١٨١، النسائي ٤/ ٦٧، مسند أحمد بن حنبل ٢/ ٤٧٨، الترغيب والترهيب ٣/ ٣٠٠، فتح القدير ١٠/ ٢٤٧.

(٤) في (ب، وج): تم الكلام كذلك.