[عدم علم الحسين للغيب]
  الفاسقين على عترة خاتم النبيين؟ أم خانه ظنه في القوم؟ وأخلفوا الله ما وعدوه فحاق بهم وزر ذلك وعاره.
  واعلم أنا لو أردنا الإستقصاء على ذكر الأئمة $ [بل](١) لو ذكرناهم واحداً بعد واحد لأوضحنا من قصة كل واحد ما هو أكبر دليل على أنه لا يعلم الغيب، وإن كان أصل الدليل على نفي ما قالوه أن لا دليل عليه، وإنما ذكرنا ما ذكرنا على وجه الإستظهار، وما عيَّنا في أمر الأئمة المعصومين، والذين قامت الدلالة على عصمتهم ونفي وصمتهم، فمن بعدهم أبعد من ذلك ولا أحد يقول بالوحي بعد النبي ÷، وإن قال فلا دليل له على قوله، وإن كانت الإمامية تقول: إن الأئمة تُنَاجَى، ولكن فما الدليل وليس لهم طريق إلى ذلك، وأما علم حوادث أصل الأخبار [بها](٢) من الرسول ÷، [ولا شك أنها من معجزات النبي ÷](٣)، وعلم ذلك حصل إليه من قِبَلِ الله ø [بالوحي](٤)، والمستور عنه علمه أكثر من الواصل إليه قال الله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}[الإسراء: ٨٥]، وعلم الغيب من صفات الخالق لأنه عالم [لذاته](٥) فلا تختص ذاته بمعلوم دون معلوم، فلا بد أن يعلم الجميع لفقد المخصص، والعبد عالم بعلم والمعلومات لا تتناهى فكيف يصح إيجاد علوم لا تتناهى!
(١) زيادة في (ج).
(٢) في (أ): فإنها.
(٣) سقط من (ب).
(٤) سقط من (ب).
(٥) في (ب): بذاته.