العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في غيبة المهدي]

صفحة 203 - الجزء 1

  شدة انتظر الرخاء أحب إليَّ من أن أكون في رخاء أنتظر الشدة»⁣(⁣١) ثم وصف المهدي # وروى فيه روايات والباب من كتاب (الأحكام) معروف.

  وروينا بالإسناد الموثوق به إلى السيد أبي طالب #، رفعه إلى إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم⁣(⁣٢) السلام لما قام بدعوة أخيه محمد بن عبدالله النفس الزكية # بالبصرة، سألوه هل أخوك المهدي الذي بشر الله به؟ فقال: المهدي عِدَةٌ من الله وَعَدَ بها نبيه أن يجعل من ذريته رجلاً مهدياً، لم يسمه بعينه، ولم يؤقت زمانه فإن كان أخي المهدي الذي بشر الله به، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإن لم يكن أخي المهدي الذي بشر الله به لم يترك أخي فرضاً لله في عنقه لانتظار أمرٍ لم يؤمر بانتظاره⁣(⁣٣) ولا شك أن الأخبار الواردة في أمر المهدي # تكثر عن أن نوردها في [مثل]⁣(⁣٤) هذا الكتاب، لأنا نريد الإختصار ليقرب حصول الفائدة، ولأنا لم نَبِن⁣(⁣٥) الكتاب على الإحتجاج على من أنكر كون المهدي #، فنحتاج إلى الإستظهار عليه


(١) الحديث والنص في كتاب الأحكام للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # ج ٢ ص ٤٦٨، ط ١.

(٢) في (ج): #.

(٣) نقل الخبر من أمالي أبي طالب ص ١٠٢، وفيه قال: المهدي عدة من الله تعالى لنبيه وعده أن يجعل من أهله مهدياً لم يسمه بعينه، ولم يوقت زمانه، وقد قام أخي لله بفريضة عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أراد الله تعالى أن يجعله المهدي الذي يذكر فهو فضل من الله يمن به على من يشاء من عباده، وإلا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره.

(٤) زيادة في (ب)، وفي (ج).

(٥) في (ج): نبين.