العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في الغيبة والرد عليه]

صفحة 229 - الجزء 1

  أمة، ولعن القائد لها، والمونب⁣(⁣١) لفاسقها، فوالذي نفس علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال، وظلم، وعسف، وجور واختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه، وإظهار البدع، وإبطال السنن، واحتيال، وقياس مشتبهات، وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام، وتدخل في العمى، والتلدد، والتكسع، مالك (يا)⁣(⁣٢) بني أمية لاهديت، ومالك بني فلان لك الإتعاس، فما في بني فلان إلاَّ ظالم متعد يتمرد على الله بالمعاصي، قتَّال ولدي هتاك ستر⁣(⁣٣) حرمي، فلا تزال هذه الأمة حيارى يتكالبون على حرام الدنيا، منغمسين في بحار الهلكات في أودية الدماء حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس، وهاج الناس بفقده أو بقتله أو بموته، أطلقت الفتنة، ونزلت البلية، والتحمت المصيبة، وغلا الناس في دينهم، وأجمعوا أن الحجة ذاهبة، والإمامة باطلة، وحج حجيج الناس في تلك السنة من شيعة علي للجسيس⁣(⁣٤) والتحسيس عن خلف الخلف، فلا يرى له أثر، ولا يعرف له خبر، فعند ذلك سب⁣(⁣٥) شيعة علي على سبها أعداؤها، وظهرت عليها الفسَّاق والأشرار⁣(⁣٦) باحتجاجها حتى إذا اتقنت⁣(⁣٧) الأمة وتدلهت وأكثرت في قولها:


(١) في (ب): والموت.

(٢) في كتاب الغيبة: يا مالك يا بني أمية لاهديت يا بني أمية، ومالك يا بني العباس لك الإتعاس فما في بني أمية إلا ظالم، ولا في بني العباس إلا معتد متمرد على الله بالمعاصي، قتال لولدي، هتاك لستر حرمتي ... إلخ مع بعض الإختلافات الطفيفة.

(٣) في (ج): ستره.

(٤) في (ج): للتجسيس، وفي كتاب الغيبة: للتحسس.

(٥) في (ب، وج): سبت، وكذا في كتاب الغيبة.

(٦) في (ج): وظهرت عليها الأشرار والفساق.

(٧) في (ب، وج): أيقنت.