العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في الغيبة والرد عليه]

صفحة 230 - الجزء 1

  إن الحجة هالكة، والإمامة باطلة، فورب علي أن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقاتها داخلة في دورها وقصورها، جوَّالة في شرق هذه الأرض وغربها، تسمع الكلام وتسلم على الجماعة، وترى ولا تُرى إلى الوقت والوعد، وينادي المنادي⁣(⁣١) من السماء ذلك يوم فيه سرور ولد علي وشيعة علي»⁣(⁣٢).

  فتأمل هذا الخبر وما فيه من الإختلال لمن كان له نظرٌ ثاقب، منها أنه نص على مغيب الحجة، ولا يلزم فرضها إلاَّ بحضورها، ومنها أنه قال: إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها داخلة في دورها، حوالة في حضورها، جوالة في شرق الأرض وغربها، تسمع الكلام، وتسلم على الجماعة وترى ولا ترى، فأي ذنب على المتحير إذا كانت هذه صفة الحجة، ولم يجد طريقاً إلى الإتصال بها، فما جرمه عند ربه، وعلى أن الأئمة يجب عليها إقامة الحجة ونصح الأمة ولا سيما من كان راغباً في حضورها ساعياً في تغليظ جمهورها، وأمَّا ما ذكر من الوعد فأين الطريق إلى العلم بالوعد عن الله تعالى وعن رسوله ÷ إن كان من فرض المكلفين انتظاره؛ لأن الله تعالى لا يأمرهم بأمرٍ ولا يجعل لهم سبيلاً إليه.

  ورفع بإسناده إلى عمرو بن مسعدة قال: قال أمير المؤمنين علي #: (لا تقوم الساعة⁣(⁣٣) حتى تفقا عين الدنيا، وتظهر الحمرة في السماء تلك دموع حملة


(١) في (ج): ونداء المنادي، وكذا في كتاب الغيبة.

(٢) الحديث: في كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني ص ١٤٢ رقم ٣ إلى ص ١٤٤ مع بعض الإختلافات في الرواية التي ذكرناها.

(٣) في (ب، وج): القيامة.

الحديث في كتاب الغيبة مرفوع إلى عمر بن سعد بن معاذ الأشهلي، ولم يصحح أنه عمرو بن سعد بن أبي وقاص، ونص الحديث في كتاب الغيبة ص ١٤٧ - ١٤٨ الحديث رقم ٥:

لاتقوم القيامة حتى تفقأ عين الدنيا، وتظهر الحمرة في السماء، وتلك دموع حملة العرش على أهل الأرض حتى يظهر فيهم عصابة لاخلاق لهم، يدعون لولدي وهم براء من ولدي، تلك عصابة رديئة لاخلاق لهم، على الأشرار مسلطة، وللجبابرة مفتنة، وللملوك مبيرة، تظهر في سواد =