العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في الغيبة والرد عليه]

صفحة 232 - الجزء 1

  أمية، وبني فلان الخونة، الذين يقتلون الطيبين من ولدي، لا يراقبون فيهم ذمتي، ولا يخافون الله ø فيما يفعلونه لحرمتي، إنَّ لبني العباس يوماً كيوم الطهيوج⁣(⁣١)، ولهم فيه صرخة كصرخة الحبلى، الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي تنتج بين رباوند والدينور⁣(⁣٢) تلك حرب صعاليك، شيعة علي يقدمهم رجل من همدان اسمه على اسم النبي منعوت موصوف، اعتدال الخَلق وحسن الخُلق، ونضارة اللون، له في صوته صخل⁣(⁣٣)، وفي أشفاره وطف⁣(⁣٤)، وفي عنقه سطع⁣(⁣٥) أقرن الشعر مفلج الثنايا⁣(⁣٦)، على فرسه كبدر تجلى عند الظلام يسير بعصابة خير عصابة أدت وتقربت ودانت لله بدين، تلك الأبطال من العرب، الذين يلحقون حرب الكريهة والدائرة يومئذ على الأعداء. إن للعدو يوم ذلك الصيلم والإستيصال⁣(⁣٧)، فهذا خبر صريح فيه بذكر الغيبة.

  ورفع بإسناده إلى رشيد⁣(⁣٨) بن ثعلب، عن أم هاني قالت: قلت لأبي جعفر # محمد بن علي الباقر ما معنى قول الله ø: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ١٥ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ[التكوير: ١١٥ - ١٦] فقال لي: يا أم هاني، إمام يخنس نفسه حتى ينقطع علمه عن الناس سنة ستين ومائتين ثم يبدو كالشهاب الواقد في الليلة


(١) في (ج): الطهوج، وفي الغيبة كيوم الطموج، قال محققه: أي يوم شديد تشخص فيه الأبصار والعرب ربما تعبر عن الشدة باليوم.

(٢) في كتاب الغيبة: الحرب التي سنح بين نهاوند والدينور.

انظر النص السابق في الحاشية.

(٣) صخل: في كتاب الغيبة: ضجاج: أي فزع.

(٤) في أشفاره وطف: طول شعر واسترخاء.

(٥) وسطع: أي طول، والأسطع الطويل العنق.

(٦) مفلج الثنايا: أي بين أسنانه تباعه.

(٧) الحديث: سبق إيراده من كتاب الغيبة ص ١٤٧، ص ١٤٨.

(٨) رشيد بن ثعلب: كذا في النسخ، وفي كتاب الغيبة: عن أسيد بن ثعلبة.