العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في الغيبة والرد عليه]

صفحة 233 - الجزء 1

  الظلماء، فإن أدركت ذلك الزمان قرت عينك⁣(⁣١).

  وروى مثل ذلك، رفعه إلى المفضل بن عمر، قال: كنت عند أبي عبدالله # في مجلسه ومعي غيري، فقال لنا: إياكم والتنويه، يعني باسم القائم فوالله ليغيبنَّ، سنيناً⁣(⁣٢) من الدهر وليخملنَّ حتى يقال: مات أوهلك في أي واد سلك، ولتفيضنَّ عليه أعين المؤمنين، ولينكفون⁣(⁣٣) كنكفي السفينة في أمواج البحر حتى لا ينجو إلاَّ من أخذ الله ميثاقه، وكتب الإيمان في قلبه، وأيَّده بروحٍ منه، ولترفعنَّ اثنتا عشر راية مشبهة لا ندري أي رأي رأيها⁣(⁣٤).

  أمَّا الحديث الأول الذي رووا في⁣(⁣٥) تفسير قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ}⁣[التكوير: ١٥]، وإنه إمام يخنس فنقول⁣(⁣٦): لا تستقيم لأن التفسير لا يكون إلاَّ من العقل أو النقل أو اللغة، فأمَّا العقل فلا دليل فيه على هذا ولا غيره، وأمَّا النقل فهو ما جاء من رسول الله ÷ لأنه يأتي به من الله تعالى، وأمَّا اللغة فبحرها مسجور، وعلمها مشهور، في المنظوم والمنثور، فلا يسمَّى الإمام خنساً لغة ولا عرفاً ولا شرعاً، ولأنه تعالى قال: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}⁣[التكوير: ١٥]،


(١) الحديث في كتاب الغيبة ص ١٤٩ حديث رقم ٦، وهو بلفظ مقارب رقم ٧ ص ١٥٠ من نفس المصدر.

(٢) في (ج): شيئاً، وفي كتاب الغيبة: سبتاً.

(٣) في (ج): وليكفون كتكفي الغيبة، وفي كتاب الغيبة: وليكفئن كتلفئ السفينة. قال المحقق: وليكفئن على بناء المجهول من قولهم كفأن الإناء إذا أكببته وقلبته.

(٤) الحديث في كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني رقم ٩ ص ١٥١ باختلاف يسير في الألفاظ أشرنا إلى بعضها.

(٥) في (ب): من.

(٦) في (ج): فقول لايستقيم.