[كلامهم في الغيبة والرد عليه]
  الظلماء، فإن أدركت ذلك الزمان قرت عينك(١).
  وروى مثل ذلك، رفعه إلى المفضل بن عمر، قال: كنت عند أبي عبدالله # في مجلسه ومعي غيري، فقال لنا: إياكم والتنويه، يعني باسم القائم فوالله ليغيبنَّ، سنيناً(٢) من الدهر وليخملنَّ حتى يقال: مات أوهلك في أي واد سلك، ولتفيضنَّ عليه أعين المؤمنين، ولينكفون(٣) كنكفي السفينة في أمواج البحر حتى لا ينجو إلاَّ من أخذ الله ميثاقه، وكتب الإيمان في قلبه، وأيَّده بروحٍ منه، ولترفعنَّ اثنتا عشر راية مشبهة لا ندري أي رأي رأيها(٤).
  أمَّا الحديث الأول الذي رووا في(٥) تفسير قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ}[التكوير: ١٥]، وإنه إمام يخنس فنقول(٦): لا تستقيم لأن التفسير لا يكون إلاَّ من العقل أو النقل أو اللغة، فأمَّا العقل فلا دليل فيه على هذا ولا غيره، وأمَّا النقل فهو ما جاء من رسول الله ÷ لأنه يأتي به من الله تعالى، وأمَّا اللغة فبحرها مسجور، وعلمها مشهور، في المنظوم والمنثور، فلا يسمَّى الإمام خنساً لغة ولا عرفاً ولا شرعاً، ولأنه تعالى قال: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}[التكوير: ١٥]،
(١) الحديث في كتاب الغيبة ص ١٤٩ حديث رقم ٦، وهو بلفظ مقارب رقم ٧ ص ١٥٠ من نفس المصدر.
(٢) في (ج): شيئاً، وفي كتاب الغيبة: سبتاً.
(٣) في (ج): وليكفون كتكفي الغيبة، وفي كتاب الغيبة: وليكفئن كتلفئ السفينة. قال المحقق: وليكفئن على بناء المجهول من قولهم كفأن الإناء إذا أكببته وقلبته.
(٤) الحديث في كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني رقم ٩ ص ١٥١ باختلاف يسير في الألفاظ أشرنا إلى بعضها.
(٥) في (ب): من.
(٦) في (ج): فقول لايستقيم.