العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في الغيبة والرد عليه]

صفحة 235 - الجزء 1

  وأمَّا الرايات المشبهة، فإن أرادوا القائمين من ولد الحسن والحسين $ سوى الذين عينتهم الإمامية فهذه عدّة كثيرة تدنو من الأربعين هؤلآء الأئمة السابقون عند الزيدية، ومن قال بقولهم من أهل العدل، فأمَّا من سواهم من القائمين فإنهم يدنون من المائة، وإن أراد من يدعي الإمامة من الغير فهم عدةٌ كثيرة، فما المعنى في تخصيص [الأثني عشرة]⁣(⁣١) راية.

  ورفع بإسناده إلى علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر $، قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع، فالله الله في أديانكم لا يزيلنَّكم عنها أحد فإنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله ø امتحن بها خلقه، ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه، قال: فقلت: يا سيدي، من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني، عقولكم تضعف عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله⁣(⁣٢)، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركوه⁣(⁣٣).

  ورفع بإسناده إلى المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبدالله: ما علامة القائم؟ قال: إذا استدار الفلك، فقيل: مات أو هلك، أو أي وادٍ سلك؟ قلت: جعلت فداك، ثم يكون ماذا؟ فقال: لايظهر إلاَّ بالسيف⁣(⁣٤).


(١) في (ب، وج): الإثنتي عشر.

(٢) في (ج): حلمه.

(٣) الحديث بلفظه في كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني ص ١٥٤ الحديث رقم ١١، وفيه: امتحن: يمتحن. وفيه أيضاً: يا بني عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه.

(٤) الحديث في كتاب الغيبة السالف الذكر ص ١٥٦ برقم ١٩، وفيه: إذا اشتد الفلك، فقيل: مات أو هلك، في أي واد سلك، قلت: جعلت فداك: ثم يكون ماذا؟ قال: لايظهر إلا بالسيف، انتهى.

وهو برقم ٢ ص ١٥٧، وفيه استدارة الفلك مفسرة على أنها اختلاف الشيعة بينهم.