العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في الغيبة والرد عليه]

صفحة 237 - الجزء 1

  الناس الإمام مكثوا سبتاً⁣(⁣١) لا يدرون آياً من أيٍّ ثم يظهر الله ø لهم صاحبهم⁣(⁣٢).

  وروى بإسناده عن يزيد الكناسي قال: سمعت أبا جعفر الباقر # يقول: إنَّ صاحب هذه الأمر فيه شبهٌ من يوسف، ابن أمةٍ سوداء⁣(⁣٣) يصلح الله له أمره في ليلة واحدة، فهذا نصٌ من أصحابنا الإمامية رَووه عن إمام صادق إن القائم ابن أمةٍ سوداء، وابن الحنفية ابن عربيَّة سمراء، والنفس الزكية ابن قرشية زهراء، ويحيى بن عمر ابن جعفرية قمراء، ولو شرحنا فيهم⁣(⁣٤) لطال الشرح، والحسين بن القاسم # ابن رومية بيضاء، فأي هؤلآء يقطع بصحة روايته، وأيهم يُردّ قوله، ولا أحد منهم إلاَّ وظاهره الصلاح، فلا أرجى لنا، ولا أرضى لربنا إلاَّ أن نرجع إلى الأدلة الموصلة إلى العلم، فمن جاءنا بشيء منها قبلنا قوله، ومن لم يأت ببرهان لم يقبل⁣(⁣٥) شيئاً من قوله، وعملنا⁣(⁣٦) بما دلَّت عليه الأدلة الموصلة إلى العلم، لأنَّ الدِين أكبر الشهادات، والله تعالى يقول: {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}⁣[الزخرف: ٨٦] فلا تجوز الشهادة بدون العلم، لأنَّ الله تعالى يقول: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}⁣[الحجرات: ١٢].


(١) في (ج): سنيناً، وفي كتاب الغيبة أيضاً سنيناً لايدرون أيا من أين.

(٢) الحديث برقم ١ ص ١٥١ من كتاب الغيبة.

(٣) الحديث برقم (٣) ص ١٦٣ وفيه نقل محقق كتاب الغيبة عن كتاب (في كمال الدين): إن في القائم سنه من يوسف، وقال العلامة المجلسي: قوله: ابن أمة سوداء يخالف كثيراً من الأخبار التي وردت في صفة أمه ظاهراً [يوسف] إلا أن يحمل على الأم بالواسطة والمربية، انتهى، وإن تعجب فاعجب لقول المجلسي العلامة، وهو في نفس المصدر رقم ٨ ص ٢٢٨.

(٤) في (ب، وج): باقيهم.

(٥) في (ج): لم نقبل.

(٦) في (ب، وج): وعلمنا.