[كلامهم في الغيبة والرد عليه]
  وروى عن أبي مريم الأنصاري(١)، عن عبدالله بن عطاء، قال: قلت لأبي جعفر #: أخبرني عن القائم، قال(٢): والله ما هو أنا ولا الذي تمدون أعناقكم إليه، ولا يعرف ولا يؤبه له، قلت: فَبِما يسير؟ قال: بسيرة(٣) رسول الله ÷ هَدر ما قبله واستقبل(٤).
  والكلام على هذا الخبر على نحو ما تقدم، لأنهم رووا عنه # أنه قال: لا يعرف ولا يؤبه له، ومتى لم يعرف لم يلزم فرضه الكافة(٥)، لأنَّ الله لا يتعبَّد الخلق بما لا يعلمون، إذ التعبد بما لا يعلم قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح لعلمه بقبحه، وغناءهُ عن فعله، وعلمه باستغنائه عنه.
  وقال # على روايته(٦) لأهل عصره: ما أنا بصاحبكم، ولا الذي تمدون أعناقكم إليه، فإن أراد لست بإمامكم، فهذا خلاف مذهبهم، لأنَّه إمامهم، وإن أراد بالقائم المهدي فليس هو # بصاحب لأهل ذلك العصر، لأنهم ماتوا قبله، ولا أصحابه إلاَّ من يقوم فيهم، والمراد تبيين وَهَن الحديث وضعفه، لأنَّ متن الحديث مالم يسلم من الإحتمالات فهو مختل(٧) لا يعمل به عند أهل العلم في باب
(١) أبو مريم الأنصاري: قال في معجم رجال الحديث: وقع في إسناد عدة من الروايات تبلغ أربعين مورداً، وقد روى عن أبي جعفر، وأبي عبدالله، وعن أبي برزة الأسلمي، وهارون بن عنترة.
وعنه: أبو ولاد، وإبن أذينة، وأبان بن عثمان، وارطأة بن حبيب، وآخرون ذكرهم، وقال: تقدمت ترجمته بعنوان عبد الغفار بن قاسم.
معجم رجال الحديث (٢٢/ ٤٩).
(٢) في (ب، وج): فقال.
(٣) في (ب، وج)، وكتاب الغيبة: بما سار به.
(٤) الحديث في كتاب الغيبة ص ١٦٩ برقم ١٠.
(٥) في (ج): الكفاية.
(٦) في (ج): رواية.
(٧) في (ج): محتمل.