العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في الغيبة والرد عليه]

صفحة 242 - الجزء 1

  وروى عن أبي مريم الأنصاري⁣(⁣١)، عن عبدالله بن عطاء، قال: قلت لأبي جعفر #: أخبرني عن القائم، قال⁣(⁣٢): والله ما هو أنا ولا الذي تمدون أعناقكم إليه، ولا يعرف ولا يؤبه له، قلت: فَبِما يسير؟ قال: بسيرة⁣(⁣٣) رسول الله ÷ هَدر ما قبله واستقبل⁣(⁣٤).

  والكلام على هذا الخبر على نحو ما تقدم، لأنهم رووا عنه # أنه قال: لا يعرف ولا يؤبه له، ومتى لم يعرف لم يلزم فرضه الكافة⁣(⁣٥)، لأنَّ الله لا يتعبَّد الخلق بما لا يعلمون، إذ التعبد بما لا يعلم قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح لعلمه بقبحه، وغناءهُ عن فعله، وعلمه باستغنائه عنه.

  وقال # على روايته⁣(⁣٦) لأهل عصره: ما أنا بصاحبكم، ولا الذي تمدون أعناقكم إليه، فإن أراد لست بإمامكم، فهذا خلاف مذهبهم، لأنَّه إمامهم، وإن أراد بالقائم المهدي فليس هو # بصاحب لأهل ذلك العصر، لأنهم ماتوا قبله، ولا أصحابه إلاَّ من يقوم فيهم، والمراد تبيين وَهَن الحديث وضعفه، لأنَّ متن الحديث مالم يسلم من الإحتمالات فهو مختل⁣(⁣٧) لا يعمل به عند أهل العلم في باب


(١) أبو مريم الأنصاري: قال في معجم رجال الحديث: وقع في إسناد عدة من الروايات تبلغ أربعين مورداً، وقد روى عن أبي جعفر، وأبي عبدالله، وعن أبي برزة الأسلمي، وهارون بن عنترة.

وعنه: أبو ولاد، وإبن أذينة، وأبان بن عثمان، وارطأة بن حبيب، وآخرون ذكرهم، وقال: تقدمت ترجمته بعنوان عبد الغفار بن قاسم.

معجم رجال الحديث (٢٢/ ٤٩).

(٢) في (ب، وج): فقال.

(٣) في (ب، وج)، وكتاب الغيبة: بما سار به.

(٤) الحديث في كتاب الغيبة ص ١٦٩ برقم ١٠.

(٥) في (ج): الكفاية.

(٦) في (ج): رواية.

(٧) في (ج): محتمل.