العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[التأكيد على التناقض]

صفحة 324 - الجزء 1

[التأكيد على التناقض]

  [فهذه أخبار كما ترى]⁣(⁣١) متناقضة، وقد أوَّلَهَا على أن المراد بما لايوجب الوضوء النوم الذي لايغلب العقل، وما يوجب الوضوء النوم الذي يغلبه، وهذا نوع استدلال يخالف [ظاهر]⁣(⁣٢) نصوص الأئمة $ لأن نصوصهم هي⁣(⁣٣) موضع البيان، فمتكلف⁣(⁣٤) البيان لها يكون إماماً عليهم.

  فهذا مالا يصوغه ذو معرفة، لأن هذا التفسير وقع بعد ورود النص بزمان طويل، وصاحب الفتوى لعله قد مات، وعمل بتلك الفتوى إلى أن مات، لأنه قال له في بعض ماقدمنا: هل عليَّ وضوء في النوم؟ قال: نعم، ثم قال، أو قال آخر: هل علي وضوء في النوم؟ قال: لا، ومن حق كل واحد من الرجلين أن يعمل بما قال الإمام، لأن الفتوى وقعت في حال الإستفتاء لإستبانة حكم الحادثة، وكان في امكان الإمام، وعلمه رفعه الإشكال بأن يقول النوم الغالب للعقل ينقض الوضوء، والذي لايغلب لاينقض الوضوء، فلا مخلص من كون هذه الأخبار متناقضة بوجه من الوجوه.

[عود إلى رواية الإمامية المتناقضة ونقدها]

  وهذه رواية الإمامية كما ترى، قال: أخبرنا⁣(⁣٥) الشيخ أيده اللَّه، عن أحمد بن


(١) فراغ في (ب).

(٢) زيادة في (ب، وج).

(٣) في (ب، وج): في، وفي (أ): هي.

(٤) في (ج): فتكلف.

(٥) في (ج): أخبرني.