[شبهة وجود الإمام يجري مجرى البيان والرد عليها]
  أحكام أفعالهم في الحدود، [و](١) غيرها فإن نقص الإمام أبلغ من هذا، وأعظم عنده من إقامة الحدود من الشدة، والهيبة، وإن كان غير ظاهر أعني نقص الإمام وعصيانه سقط عنَّا حكمه، ولم يلزمنا(٢) ضرورة فتأمل ذلك موفقاً.
[شبهة وجود الإمام يجري مجرى البيان والرد عليها]
  شبهة
  قالوا: إن وجود الإمام يجري مجرى البيان فلا يستغنى عنه للفصل بينهم، وتعريفهم الحق(٣).
  الكلام في ذلك: إن البيان لايجوز تأخيره عن وقت الحاجة، والحاجة ملازمة لأوقات التكليف، فلما مرت الأعصار الكثيرة والإمام الذي ادعوا إمامته ووجوده غائب، علمنا أنه لاينزل منزلة البيان؛ لأن اللَّه تعالى يجب عليه في الحكمة إزاحة علة المكلفين، فلما لم يحصل الإمام(٤) علمنا أنه لايجري مجرى البيان، ولأن البيان لايخلو إما أن يكون في هذه الأحكام الواقعة، أو في غيرها.
  فإن كان فيها فالله تعالى قد بيَّنها على أبلغ الوجوه بأدلة العقل والسمع بحيث لم تبقَ علة لأحد [من](٥) المكلفين، ولا عذر لأحد من المتعبدين.
(١) زيادة في (ج).
(٢) في (ج): ولم تلزمنا ضرورة.
(٣) في (ج): ويعرفهم للحق.
(٤) في (ب، وج): للإمام.
(٥) سقط من (ج).