العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قول: المعصوم يؤدي إلى العلم والرد عليها]

صفحة 418 - الجزء 1

  تعالى، وهرب الدعاء إليه، والأدلة عليه قول ينافي موضوع الدين، ويخالف مذهب الأئمة الهادين فإنهم يغضبون لله تعالى كالنمر إذا طرد، ويركبون حد الشفار ضاحكين مستبشرين بالموت لما علموا وراءهم من الفوز العظيم والملك العقيم.

  وروينا في كتاب (الشواهد) مابلغ الأصبغ⁣(⁣١) بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين في كلام له: ولا يسكنوا⁣(⁣٢) إلى علمائهم فإنهم أجهل من جهالكم، ولم يكن اللَّه ليجعل فصل الخطاب والحمكة والصواب فيهم، وهم الحق⁣(⁣٣) يكتمون، ولأهل الباطل يداهنون، وإنما يؤتي الله الحكمة من فهم عنه، وعمل بطاعته، وشمَّر طلباً لمغفرته، إن ولي أموركم، وملك طاعتكم الذي بنوره تهتدون، وبطاعته تفوزون.

  فبين صلى الله عليه أن ولي الأمر المشمر، والفرار ينافي التشمير، والغيبة تنافي التبيين، فكيف يهتدي بنوره من لايعرف مكانه، ولا تتواتر إلينا أعلامه، ولا تنفذ في الأمة أحكامه لأن الطاعة هي امتثال ما أمر به المطاع، وهؤلاء الشيعة أضافوا إلى أئمة الهدى $ النقص، وألزموهم المعصية، وهم أبرأ الناس من ذلك، وأولى بكل فضيلة، وحاشى لمثلهم أن يؤثروا الفاني على الباقي، أو يخلوا بشيء من فرائض اللَّه سبحانه، أو يدعوا أمر اللَّه تعالى لخوف ضرر زائل.

  وعلي # قدوة الأمة، وقد خالفه الكل بعد رسول اللَّه ÷، فلم يغيب شخصه، ولم تغيب حجته، ولم يضرع لعدوه في مقامات الجدال فلم تزل حجته قائمة حتىلقي اللَّه سبحانه، وقد خرج [من]⁣(⁣٤) عهدة


(١) في (ج): للإصبع.

(٢) في (ج): ولا تسكنوا.

(٣) في (ج): للحق.

(٤) في (ب، وج): عن