[إجماع الآل على أن الإمامة فيمن قام ودعا]
  بيقين، واتباع الحق من فرائض ربَّ العالمين، [فالحق](١) أحقُّ أن يتبع، وقد علمنا ضرورة أن آحادهم تقع منهم المعاصي، فلو قيل أيضاً أنها تقع من جماعتهم لَعَرت الآية الشريفة من الفائدة، وهذا لا يجوز.
[إجماع الآل على أن الإمامة فيمن قام ودعا]
  وأمَّا أنَّ إجماعهم منعقدٌ على أن الإمامة في من قام ودعا من ولد الحسن والحسين $.
  فالدليل على ذلك: أن المعلوم من حالهم ضرورة اعتقاد كونالإمامة مقصورة عليهم دون غيرهم، وشاهد الحال منهم معلوم لمن علم أحوالهم، وهو اتباع القائم من أي البطنين قام، وهم بين ناصرٍ له، ومصوبٍ له في فعاله، ومترحمٍ عليه(٢)، وداعٍ له إن تعذرت النصرة.
  فأوَّل قائم من الذرية الزَّكيَّة بعد الحسين بن علي هو زيد بن علي $: وهو من ذرية الحسين # إلاَّ أن الإمامية لا ترى بإمامته(٣)؛ لأنها تقول بالنص على شخوص معينة من ولد الحسين $ فيهم محمد بن علي وجعفر بن محمد @، ويقولون في زيد بن علي # قولاً عظيماً، من أنه خارجي، وأن رايته راية ضلالة، وأجملهم فيه قولاً من يدعي عليه خلاف المعلوم منه ضرورة، وأنه كان داعياً لابن أخيه جعفر بن محمد.
  وقال شاعرهم السمطي:
(١) في (ب، وج): والحق.
(٢) في (ج): ومترحم له.
(٣) في حاشية الأصل، قال: وهكذا وجد مسلكاً عليه وإن بسبب حذف التعدية بالباء.