[إجماع الآل على أن الإمامة فيمن قام ودعا]
  أنا والأصبغ بن نباتة في الكناسة في موضع الخزازين والمسجد والخياطين، وهي يومئذ صحراء، فما زال يتقلب إلى ذلك الموضع ويبكي بكاءً شديداً ويقول: بأبي بأبي، فقال له الأصبغ: يا أمير المؤمنين لقد بكيت والتفتَّ، حتى بكت قلوبنا، وأعيننا، والتفتُّ فلم أرَ أحداً قال: حدثني رسول الله ÷: «أنه يولد لي مولود ما وُلِدَ أبوه بعد يلقى الله غضباناً وراضياً له على الحق، حقاً على دين جبريل وميكائيل ومحمد صلى الله عليهم، وأنه يُمَثَّل به في هذا الموضع مثالاً ما مُثِلَ بأحد قبله، ولا يمثل بأحدٍ بعده صلوات الله على روحه وعلى الأرواح التي تتوفى معه»(١).
  وبالإسناد المتقدم في أمالي السيد المرشد بالله: رفعه إلى جابر الجعفي(٢) قال: قال لي محمد بن علي @: إن أخي زيداً بن علي خارج ومقتول، وهو على الحق، فالويل لمن خذله، والويل لمن حاربه، والويل لمن يقتله، قال جابر: فلما أزمع زيد بن علي @ الخروج قلت له: إني سمعت أخاك يقول كذا وكذا، فقال لي: يا جابر لا يسعني أن أسكن، وقد خُولِفَ كتاب الله تعالى، وتُحوكِم إلى
(١) أخرجه الإمام المرشد بالله في الأمالي الإثنينية ص ٣٩٩ خ.
(٢) جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي، أبو عبدالله، المتوفى سنة ١٢٨ هـ، تابعي من فقهاء الشيعة، كان واسع الرواية غزير العلم بالدين، من أهل الكوفة، أثنى عليه بعض رجال الحديث، وعابه آخرون لتشيعه، وهو من أصحاب الإمام الشهيد زيد بن علي # والباقر والصادق، ولاعبرة بكلام جارحيه بسبب المذهب، قال بشار: عواد معروف في هامش تهذيب الكمال بتحقيقه.
قد تبين مما تقدم أن معظم ما اتهم به إنما جاء غلوه في عقيدته، ولايشك أنه كان عالماً كبيراً، وشعبه قد وثقه في الجملة، قال شعبة: صدوق، وقال وكيع: ثقة. خرج له: أئمتنا الخمسة، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
انظر معجم رجال الإعتبار وسلوة العارفين، ومنه طبقات الزيدية خ ١/ ١٨٠، رأب الصدع ٣/ ١٨٥٧، أعيان الشيعة ٤/ ٥١، تهذيب الكمال ٤/ ٤٦٥.