نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

106 - ومن خطبة له # وفيها يبين فضل الإسلام ويذكر الرسول الكريم ثم يلوم أصحابه

صفحة 154 - الجزء 1

  ورَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَه مَقْسَماً مِنْ عَدْلِكَ واجْزِه مُضَعَّفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ الْبَانِينَ بِنَاءَه وأَكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَه وشَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَه وآتِه الْوَسِيلَةَ وأَعْطِه السَّنَاءَ والْفَضِيلَةَ واحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِه غَيْرَ خَزَايَا ولَا نَادِمِينَ ولَا نَاكِبِينَ ولَا نَاكِثِينَ ولَا ضَالِّينَ ولَا مُضِلِّينَ ولَا مَفْتُونِينَ.

  قال الشريف وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم إلا أننا كررناه هاهنا لما في الروايتين من الاختلاف.

  ومنها في خطاب أصحابه

  وقَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّه تَعَالَى لَكُمْ مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ وتُوصَلُ بِهَا جِيرَانُكُمْ ويُعَظِّمُكُمْ مَنْ لَا فَضْلَ لَكُمْ عَلَيْه ولَا يَدَ لَكُمْ عِنْدَه ويَهَابُكُمْ مَنْ لَا يَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً ولَا لَكُمْ عَلَيْه إِمْرَةٌ وقَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللَّه مَنْقُوضَةً فَلَا تَغْضَبُونَ وأَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ وكَانَتْ أُمُورُ اللَّه عَلَيْكُمْ تَرِدُ وعَنْكُمْ تَصْدُرُ وإِلَيْكُمْ تَرْجِعُ فَمَكَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ وأَلْقَيْتُمْ إِلَيْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ وأَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللَّه فِي أَيْدِيهِمْ يَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ ويَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ وايْمُ اللَّه لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ لَجَمَعَكُمُ اللَّه لِشَرِّ يَوْمٍ لَهُمْ!