نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

100 - ومن خطبة له # في رسول الله وأهل بيته

صفحة 145 - الجزء 1

  نَفَادٍ وكُلُّ مُدَّةٍ فِيهَا إِلَى انْتِهَاءٍ وكُلُّ حَيٍّ فِيهَا إِلَى فَنَاءٍ أَولَيْسَ لَكُمْ فِي آثَارِ الأَوَّلِينَ مُزْدَجَرٌ وفِي آبَائِكُمُ الْمَاضِينَ تَبْصِرَةٌ ومُعْتَبَرٌ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ أَولَمْ تَرَوْا إِلَى الْمَاضِينَ مِنْكُمْ لَا يَرْجِعُونَ وإِلَى الْخَلَفِ الْبَاقِينَ لَا يَبْقَوْنَ أَولَسْتُمْ تَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا يُصْبِحُونَ ويُمْسُونَ عَلَى أَحْوَالٍ شَتَّى فَمَيِّتٌ يُبْكَى وآخَرُ يُعَزَّى وصَرِيعٌ مُبْتَلًى وعَائِدٌ يَعُودُ وآخَرُ بِنَفْسِه يَجُودُ وطَالِبٌ لِلدُّنْيَا والْمَوْتُ يَطْلُبُه وغَافِلٌ ولَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْه وعَلَى أَثَرِ الْمَاضِي مَا يَمْضِي الْبَاقِي!

  أَلَا فَاذْكُرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ ومُنَغِّصَ الشَّهَوَاتِ وقَاطِعَ الأُمْنِيَاتِ عِنْدَ الْمُسَاوَرَةِ لِلأَعْمَالِ الْقَبِيحَةِ واسْتَعِينُوا اللَّه عَلَى أَدَاءِ وَاجِبِ حَقِّه ومَا لَا يُحْصَى مِنْ أَعْدَادِ نِعَمِه وإِحْسَانِه.

١٠٠ - ومن خطبة له # في رسول اللَّه وأهل بيته

  الْحَمْدُ لِلَّه النَّاشِرِ فِي الْخَلْقِ فَضْلَه والْبَاسِطِ فِيهِمْ بِالْجُودِ يَدَه نَحْمَدُه فِي جَمِيعِ أُمُورِه ونَسْتَعِينُه عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِه ونَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه غَيْرُه وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه أَرْسَلَه بِأَمْرِه صَادِعاً وبِذِكْرِه