نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

99 - ومن خطبة له # في التزهيد من الدنيا

صفحة 144 - الجزء 1

  مِنْ أَحَدِهِمْ كَنُصْرَةِ الْعَبْدِ مِنْ سَيِّدِه إِذَا شَهِدَ أَطَاعَه وإِذَا غَابَ اغْتَابَه وحَتَّى يَكُونَ أَعْظَمَكُمْ فِيهَا عَنَاءً أَحْسَنُكُمْ بِاللَّه ظَنّاً فَإِنْ أَتَاكُمُ اللَّه بِعَافِيَةٍ فَاقْبَلُوا وإِنِ ابْتُلِيتُمْ فَاصْبِرُوا فَإِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.

٩٩ - ومن خطبة له # في التزهيد من الدنيا

  نَحْمَدُه عَلَى مَا كَانَ ونَسْتَعِينُه مِنْ أَمْرِنَا عَلَى مَا يَكُونُ ونَسْأَلُه الْمُعَافَاةَ فِي الأَدْيَانِ كَمَا نَسْأَلُه الْمُعَافَاةَ فِي الأَبْدَانِ.

  عِبَادَ اللَّه أُوصِيكُمْ بِالرَّفْضِ لِهَذِه الدُّنْيَا التَّارِكَةِ لَكُمْ وإِنْ لَمْ تُحِبُّوا تَرْكَهَا والْمُبْلِيَةِ لأَجْسَامِكُمْ وإِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ تَجْدِيدَهَا فَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ ومَثَلُهَا كَسَفْرٍ سَلَكُوا سَبِيلًا فَكَأَنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوه وأَمُّوا عَلَماً فَكَأَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوه وكَمْ عَسَى الْمُجْرِي إِلَى الْغَايَةِ أَنْ يَجْرِيَ إِلَيْهَا حَتَّى يَبْلُغَهَا ومَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَقَاءُ مَنْ لَه يَوْمٌ لَا يَعْدُوه وطَالِبٌ حَثِيثٌ مِنَ الْمَوْتِ يَحْدُوه ومُزْعِجٌ فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُفَارِقَهَا رَغْماً فَلَا تَنَافَسُوا فِي عِزِّ الدُّنْيَا وفَخْرِهَا ولَا تَعْجَبُوا بِزِينَتِهَا ونَعِيمِهَا ولَا تَجْزَعُوا مِنْ ضَرَّائِهَا وبُؤْسِهَا فَإِنَّ عِزَّهَا وفَخْرَهَا إِلَى انْقِطَاعٍ وإِنَّ زِينَتَهَا ونَعِيمَهَا إِلَى زَوَالٍ وضَرَّاءَهَا وبُؤْسَهَا إِلَى