نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

147 - ومن خطبة له # الغاية من البعثة

صفحة 204 - الجزء 1

  وأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَدَدِهِمْ فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فِيمَا مَضَى بِالْكَثْرَةِ وإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ والْمَعُونَةِ!

١٤٧ - ومن خطبة له # الغاية من البعثة

  فَبَعَثَ اللَّه مُحَمَّداً ÷ بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَه مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِه ومِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِه بِقُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَه وأَحْكَمَه لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوه ولِيُقِرُّوا بِه بَعْدَ إِذْ جَحَدُوه ولِيُثْبِتُوه بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوه فَتَجَلَّى لَهُمْ سُبْحَانَه فِي كِتَابِه مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْه بِمَا أَرَاهُمْ مِنْ قُدْرَتِه وخَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِه وكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ بِالْمَثُلَاتِ واحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ!

  الزمان المقبل

  وإِنَّه سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي زَمَانٌ لَيْسَ فِيه شَيْءٌ أَخْفَى مِنَ الْحَقِّ ولَا أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ ولَا أَكْثَرَ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللَّه ورَسُولِه ولَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلَاوَتِه ولَا أَنْفَقَ مِنْه إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِه ولَا فِي الْبِلَادِ شَيْءٌ أَنْكَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ ولَا أَعْرَفَ مِنَ الْمُنْكَرِ فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُه وتَنَاسَاه