نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

192 - ومن خطبة له # تسمى القاصعة

صفحة 285 - الجزء 1

  كَاذِبٌ وأَمْوَالَهَا مَحْرُوبَةٌ وأَعْلَاقَهَا مَسْلُوبَةٌ أَلَا وهِيَ الْمُتَصَدِّيَةُ الْعَنُونُ والْجَامِحَةُ الْحَرُونُ والْمَائِنَةُ الْخَئُونُ والْجَحُودُ الْكَنُودُ والْعَنُودُ الصَّدُودُ والْحَيُودُ الْمَيُودُ حَالُهَا انْتِقَالٌ ووَطْأَتُهَا زِلْزَالٌ وعِزُّهَا ذُلٌّ وجِدُّهَا هَزْلٌ وعُلْوُهَا سُفْلٌ دَارُ حَرَبٍ وسَلَبٍ ونَهْبٍ وعَطَبٍ أَهْلُهَا عَلَى سَاقٍ وسِيَاقٍ ولَحَاقٍ وفِرَاقٍ قَدْ تَحَيَّرَتْ مَذَاهِبُهَا وأَعْجَزَتْ مَهَارِبُهَا وخَابَتْ مَطَالِبُهَا فَأَسْلَمَتْهُمُ الْمَعَاقِلُ ولَفَظَتْهُمُ الْمَنَازِلُ وأَعْيَتْهُمُ الْمَحَاوِلُ فَمِنْ نَاجٍ مَعْقُورٍ ولَحْمٍ مَجْزُورٍ وشِلْوٍ مَذْبُوحٍ ودَمٍ مَسْفُوحٍ وعَاضٍّ عَلَى يَدَيْه وصَافِقٍ بِكَفَّيْه ومُرْتَفِقٍ بِخَدَّيْه وزَارٍ عَلَى رَأْيِه ورَاجِعٍ عَنْ عَزْمِه وقَدْ أَدْبَرَتِ الْحِيلَةُ وأَقْبَلَتِ الْغِيلَةُ ولَاتَ حِينَ مَنَاصٍ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ قَدْ فَاتَ مَا فَاتَ وذَهَبَ مَا ذَهَبَ ومَضَتِ الدُّنْيَا لِحَالِ بَالِهَا {فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ وما كانُوا مُنْظَرِينَ}.

١٩٢ - ومن خطبة له # تسمى القاصعة

  وهي تتضمن ذم إبليس لعنه اللَّه، على استكباره وتركه السجود لآدم #، وأنه أول من أظهر العصبية وتبع الحمية، وتحذير الناس من سلوك طريقته.

  الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ والْكِبْرِيَاءَ واخْتَارَهُمَا لِنَفْسِه دُونَ