نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

112 - ومن خطبة له # ذكر فيها ملك الموت وتوفية النفس وعجز الخلق عن وصف الله

صفحة 167 - الجزء 1

  قَدْ ظَعَنُوا عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ إِلَى الْحَيَاةِ الدَّائِمَةِ والدَّارِ الْبَاقِيَةِ كَمَا قَالَ سُبْحَانَه وتَعَالَى «كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُه وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ».

١١٢ - ومن خطبة له # ذكر فيها ملك الموت وتوفية النفس وعجز الخلق عن وصف اللَّه

  هَلْ تُحِسُّ بِه إِذَا دَخَلَ مَنْزِلًا أَمْ هَلْ تَرَاه إِذَا تَوَفَّى أَحَداً بَلْ كَيْفَ يَتَوَفَّى الْجَنِينَ فِي بَطْنِ أُمِّه أَيَلِجُ عَلَيْه مِنْ بَعْضِ جَوَارِحِهَا أَمْ الرُّوحُ أَجَابَتْه بِإِذْنِ رَبِّهَا أَمْ هُوَ سَاكِنٌ مَعَه فِي أَحْشَائِهَا كَيْفَ يَصِفُ إِلَهَه مَنْ يَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوقٍ مِثْلِه!

١١٣ - ومن خطبة له # في ذم الدنيا

  وأُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا فَإِنَّهَا مَنْزِلُ قُلْعَةٍ ولَيْسَتْ بِدَارِ نُجْعَةٍ قَدْ تَزَيَّنَتْ بِغُرُورِهَا وغَرَّتْ بِزِينَتِهَا دَارُهَا هَانَتْ عَلَى رَبِّهَا فَخَلَطَ حَلَالَهَا بِحَرَامِهَا وخَيْرَهَا بِشَرِّهَا وحَيَاتَهَا بِمَوْتِهَا وحُلْوَهَا بِمُرِّهَا لَمْ يُصْفِهَا اللَّه تَعَالَى لأَوْلِيَائِه ولَمْ يَضِنَّ بِهَا عَلَى أَعْدَائِه خَيْرُهَا