نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

116 - ومن خطبة له # وفيها ينصح أصحابه

صفحة 173 - الجزء 1

  تفسير ما في هذه الخطبة من الغريب

  قال السيد الشريف ¥ قوله # انصاحت جبالنا أي تشققت من المحول يقال انصاح الثوب إذا انشق ويقال أيضا انصاح النبت وصاح وصوح إذا جف ويبس كله بمعنى. وقوله وهامت دوابُّنا أي عطشت والهُيام العطش. وقوله حدابير السنين جمع حِدْبار وهي الناقة التي أنضاها السير فشبه بها السنة التي فشا فيها الجدب قال ذو الرمة:

  حدابير ما تنفك إلا مناخة ... على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا

  وقوله ولا قزع ربابها القزع القطع الصغار المتفرقة من السحاب. وقوله ولا شَفَّان ذهابها فإن تقديره ولا ذات شَفَّان ذهابها والشَفَّان الريح الباردة والذهاب الأمطار اللينة فحذف ذات لعلم السامع به.

١١٦ - ومن خطبة له # وفيها ينصح أصحابه

  أَرْسَلَه دَاعِياً إِلَى الْحَقِّ وشَاهِداً عَلَى الْخَلْقِ فَبَلَّغَ رِسَالَاتِ رَبِّه غَيْرَ وَانٍ ولَا مُقَصِّرٍ وجَاهَدَ فِي اللَّه أَعْدَاءَه غَيْرَ وَاهِنٍ ولَا مُعَذِّرٍ إِمَامُ مَنِ اتَّقَى وبَصَرُ مَنِ اهْتَدَى.

  مِنْهَا ولَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِمَّا طُوِيَ عَنْكُمْ غَيْبُه إِذاً لَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَبْكُونَ عَلَى أَعْمَالِكُمْ وتَلْتَدِمُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ولَتَرَكْتُمْ أَمْوَالَكُمْ لَا حَارِسَ لَهَا ولَا خَالِفَ عَلَيْهَا ولَهَمَّتْ كُلَّ امْرِئٍ مِنْكُمْ نَفْسُه لَا يَلْتَفِتُ إِلَى غَيْرِهَا ولَكِنَّكُمْ نَسِيتُمْ مَا