نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

124 - ومن كلام له # في حث أصحابه على القتال

صفحة 180 - الجزء 1

  ورَأَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِه فَشَلًا فَلْيَذُبَّ عَنْ أَخِيه بِفَضْلِ نَجْدَتِه الَّتِي فُضِّلَ بِهَا عَلَيْه كَمَا يَذُبُّ عَنْ نَفْسِه فَلَوْ شَاءَ اللَّه لَجَعَلَه مِثْلَه إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِيثٌ لَا يَفُوتُه الْمُقِيمُ ولَا يُعْجِزُه الْهَارِبُ إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ والَّذِي نَفْسُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِه لأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّه وكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمْ تَكِشُّونَ كَشِيشَ الضِّبَابِ لَا تَأْخُذُونَ حَقّاً ولَا تَمْنَعُونَ ضَيْماً قَدْ خُلِّيتُمْ والطَّرِيقَ فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ والْهَلَكَةُ لِلْمُتَلَوِّمِ.

١٢٤ - ومن كلام له # في حث أصحابه على القتال

  فَقَدِّمُوا الدَّارِعَ وأَخِّرُوا الْحَاسِرَ وعَضُّوا عَلَى الأَضْرَاسِ فَإِنَّه أَنْبَى لِلسُّيُوفِ عَنِ الْهَامِ والْتَوُوا فِي أَطْرَافِ الرِّمَاحِ فَإِنَّه أَمْوَرُ لِلأَسِنَّةِ وغُضُّوا الأَبْصَارَ فَإِنَّه أَرْبَطُ لِلْجَأْشِ وأَسْكَنُ لِلْقُلُوبِ وأَمِيتُوا الأَصْوَاتَ فَإِنَّه أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ ورَايَتَكُمْ فَلَا تُمِيلُوهَا ولَا تُخِلُّوهَا ولَا تَجْعَلُوهَا إِلَّا بِأَيْدِي شُجْعَانِكُمْ والْمَانِعِينَ الذِّمَارَ مِنْكُمْ فَإِنَّ الصَّابِرِينَ عَلَى نُزُولِ الْحَقَائِقِ هُمُ الَّذِينَ يَحُفُّونَ بِرَايَاتِهِمْ ويَكْتَنِفُونَهَا حِفَافَيْهَا ووَرَاءَهَا،