157 - ومن خطبة له # يحث الناس على التقوى
  وُقُوفٍ لَا يَدْرُونَ مَتَى يُؤْمَرُونَ بِالسَّيْرِ أَلَا فَمَا يَصْنَعُ بِالدُّنْيَا مَنْ خُلِقَ لِلآخِرَةِ ومَا يَصْنَعُ بِالْمَالِ مَنْ عَمَّا قَلِيلٍ يُسْلَبُه وتَبْقَى عَلَيْه تَبِعَتُه وحِسَابُه.
  عِبَادَ اللَّه إِنَّه لَيْسَ لِمَا وَعَدَ اللَّه مِنَ الْخَيْرِ مَتْرَكٌ ولَا فِيمَا نَهَى عَنْه مِنَ الشَّرِّ مَرْغَبٌ.
  عِبَادَ اللَّه احْذَرُوا يَوْماً تُفْحَصُ فِيه الأَعْمَالُ ويَكْثُرُ فِيه الزِّلْزَالُ وتَشِيبُ فِيه الأَطْفَالُ.
  اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّه أَنَّ عَلَيْكُمْ رَصَداً مِنْ أَنْفُسِكُمْ وعُيُوناً مِنْ جَوَارِحِكُمْ وحُفَّاظَ صِدْقٍ يَحْفَظُونَ أَعْمَالَكُمْ وعَدَدَ أَنْفَاسِكُمْ لَا تَسْتُرُكُمْ مِنْهُمْ ظُلْمَةُ لَيْلٍ دَاجٍ ولَا يُكِنُّكُمْ مِنْهُمْ بَابٌ ذُو رِتَاجٍ وإِنَّ غَداً مِنَ الْيَوْمِ قَرِيبٌ.
  يَذْهَبُ الْيَوْمُ بِمَا فِيه ويَجِيءُ الْغَدُ لَاحِقاً بِه فَكَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْكُمْ قَدْ بَلَغَ مِنَ الأَرْضِ مَنْزِلَ وَحْدَتِه ومَخَطَّ حُفْرَتِه فَيَا لَه مِنْ بَيْتِ وَحْدَةٍ ومَنْزِلِ وَحْشَةٍ ومُفْرَدِ غُرْبَةٍ وكَأَنَّ الصَّيْحَةَ قَدْ أَتَتْكُمْ والسَّاعَةَ قَدْ غَشِيَتْكُمْ وبَرَزْتُمْ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ قَدْ زَاحَتْ عَنْكُمُ الأَبَاطِيلُ واضْمَحَلَّتْ عَنْكُمُ الْعِلَلُ واسْتَحَقَّتْ