نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

160 - ومن خطبة له # عظمة الله

صفحة 225 - الجزء 1

  يَكُونُ أَرْضَى الْحَمْدِ لَكَ وأَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَيْكَ وأَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ.

  حَمْداً يَمْلأُ مَا خَلَقْتَ ويَبْلُغُ مَا أَرَدْتَ حَمْداً لَا يُحْجَبُ عَنْكَ ولَا يُقْصَرُ دُونَكَ.

  حَمْداً لَا يَنْقَطِعُ عَدَدُه ولَا يَفْنَى مَدَدُه فَلَسْنَا نَعْلَمُ كُنْه عَظَمَتِكَ إِلَّا أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ حَيٌّ قَيُّومُ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ ولَا نَوْمٌ لَمْ يَنْتَه إِلَيْكَ نَظَرٌ ولَمْ يُدْرِكْكَ بَصَرٌ أَدْرَكْتَ الأَبْصَارَ وأَحْصَيْتَ الأَعْمَالَ وأَخَذْتَ بِالنَّوَاصِي والأَقْدَامِ ومَا الَّذِي نَرَى مِنْ خَلْقِكَ ونَعْجَبُ لَه مِنْ قُدْرَتِكَ ونَصِفُه مِنْ عَظِيمِ سُلْطَانِكَ ومَا تَغَيَّبَ عَنَّا مِنْه وقَصُرَتْ أَبْصَارُنَا عَنْه وانْتَهَتْ عُقُولُنَا دُونَه وحَالَتْ سُتُورُ الْغُيُوبِ بَيْنَنَا وبَيْنَه أَعْظَمُ فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَه وأَعْمَلَ فِكْرَه لِيَعْلَمَ كَيْفَ أَقَمْتَ عَرْشَكَ وكَيْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَكَ وكَيْفَ عَلَّقْتَ فِي الْهَوَاءِ سَمَاوَاتِكَ وكَيْفَ مَدَدْتَ عَلَى مَوْرِ الْمَاءِ أَرْضَكَ رَجَعَ طَرْفُه حَسِيراً وعَقْلُه مَبْهُوراً وسَمْعُه وَالِهاً وفِكْرُه حَائِراً.

  كيف يكون الرجاء

  منها يَدَّعِي بِزَعْمِه أَنَّه يَرْجُو اللَّه كَذَبَ والْعَظِيمِ مَا بَالُه لَا يَتَبَيَّنُ رَجَاؤُه فِي عَمَلِه فَكُلُّ مَنْ رَجَا عُرِفَ رَجَاؤُه فِي عَمَلِه وكُلُّ