نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

197 - ومن كلام له # ينبه فيه على فضيلته لقبول قوله وأمره ونهيه

صفحة 311 - الجزء 1

  عِبَادَ اللَّه الآنَ فَاعْلَمُوا والأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ والأَبْدَانُ صَحِيحَةٌ والأَعْضَاءُ لَدْنَةٌ والْمُنْقَلَبُ فَسِيحٌ والْمَجَالُ عَرِيضٌ قَبْلَ إِرْهَاقِ الْفَوْتِ وحُلُولِ الْمَوْتِ فَحَقِّقُوا عَلَيْكُمْ نُزُولَه ولَا تَنْتَظِرُوا قُدُومَه.

١٩٧ - ومن كلام له # ينبه فيه على فضيلته لقبول قوله وأمره ونهيه

  ولَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ÷ أَنِّي لَمْ أَرُدَّ عَلَى اللَّه ولَا عَلَى رَسُولِه سَاعَةً قَطُّ ولَقَدْ وَاسَيْتُه بِنَفْسِي فِي الْمَوَاطِنِ الَّتِي تَنْكُصُ فِيهَا الأَبْطَالُ وتَتَأَخَّرُ فِيهَا الأَقْدَامُ نَجْدَةً أَكْرَمَنِي اللَّه بِهَا.

  ولَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّه ÷ وإِنَّ رَأْسَه لَعَلَى صَدْرِي ولَقَدْ سَالَتْ نَفْسُه فِي كَفِّي فَأَمْرَرْتُهَا عَلَى وَجْهِي ولَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَه ÷ والْمَلَائِكَةُ أَعْوَانِي فَضَجَّتِ الدَّارُ والأَفْنِيَةُ مَلأٌ يَهْبِطُ ومَلأٌ يَعْرُجُ ومَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْه حَتَّى وَارَيْنَاه فِي ضَرِيحِه فَمَنْ ذَا أَحَقُّ بِه مِنِّي حَيّاً ومَيِّتاً فَانْفُذُوا عَلَى بَصَائِرِكُمْ ولْتَصْدُقْ