198 - ومن خطبة له # ينبه على إحاطة علم الله بالجزئيات، ثم يحث على التقوى،
  بِعِزَّتِه ووَضَعَ الْمِلَلَ بِرَفْعِه وأَهَانَ أَعْدَاءَه بِكَرَامَتِه وخَذَلَ مُحَادِّيه بِنَصْرِه وهَدَمَ أَرْكَانَ الضَّلَالَةِ بِرُكْنِه وسَقَى مَنْ عَطِشَ مِنْ حِيَاضِه وأَتْأَقَ الْحِيَاضَ بِمَوَاتِحِه ثُمَّ جَعَلَه لَا انْفِصَامَ لِعُرْوَتِه ولَا فَكَّ لِحَلْقَتِه ولَا انْهِدَامَ لأَسَاسِه ولَا زَوَالَ لِدَعَائِمِه ولَا انْقِلَاعَ لِشَجَرَتِه ولَا انْقِطَاعَ لِمُدَّتِه ولَا عَفَاءَ لِشَرَائِعِه ولَا جَذَّ لِفُرُوعِه ولَا ضَنْكَ لِطُرُقِه ولَا وُعُوثَةَ لِسُهُولَتِه ولَا سَوَادَ لِوَضَحِه ولَا عِوَجَ لِانْتِصَابِه ولَا عَصَلَ فِي عُودِه ولَا وَعَثَ لِفَجِّه ولَا انْطِفَاءَ لِمَصَابِيحِه ولَا مَرَارَةَ لِحَلَاوَتِه فَهُوَ دَعَائِمُ أَسَاخَ فِي الْحَقِّ أَسْنَاخَهَا وثَبَّتَ لَهَا آسَاسَهَا ويَنَابِيعُ غَزُرَتْ عُيُونُهَا ومَصَابِيحُ شَبَّتْ نِيرَانُهَا ومَنَارٌ اقْتَدَى بِهَا سُفَّارُهَا وأَعْلَامٌ قُصِدَ بِهَا فِجَاجُهَا ومَنَاهِلُ رَوِيَ بِهَا وُرَّادُهَا. جَعَلَ اللَّه فِيه مُنْتَهَى رِضْوَانِه وذِرْوَةَ دَعَائِمِه وسَنَامَ طَاعَتِه فَهُوَ عِنْدَ اللَّه وَثِيقُ الأَرْكَانِ رَفِيعُ الْبُنْيَانِ مُنِيرُ الْبُرْهَانِ مُضِيءُ النِّيرَانِ عَزِيزُ السُّلْطَانِ مُشْرِفُ الْمَنَارِ مُعْوِذُ الْمَثَارِ فَشَرِّفُوه واتَّبِعُوه وأَدُّوا إِلَيْه حَقَّه وضَعُوه مَوَاضِعَه.
  الرسول الأعظم
  ثُمَّ إِنَّ اللَّه سُبْحَانَه بَعَثَ مُحَمَّداً ÷ بِالْحَقِّ