39 - ومن كتاب له # إلى عمرو بن العاص
  عُصِيَ فِي أَرْضِه وذُهِبَ بِحَقِّه فَضَرَبَ الْجَوْرُ سُرَادِقَه عَلَى الْبَرِّ والْفَاجِرِ والْمُقِيمِ والظَّاعِنِ فَلَا مَعْرُوفٌ يُسْتَرَاحُ إِلَيْه ولَا مُنْكَرٌ يُتَنَاهَى عَنْه.
  أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّه لَا يَنَامُ أَيَّامَ الْخَوْفِ ولَا يَنْكُلُ عَنِ الأَعْدَاءِ سَاعَاتِ الرَّوْعِ أَشَدَّ عَلَى الْفُجَّارِ مِنْ حَرِيقِ النَّارِ وهُوَ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو مَذْحِجٍ فَاسْمَعُوا لَه وأَطِيعُوا أَمْرَه فِيمَا طَابَقَ الْحَقَّ فَإِنَّه سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّه لَا كَلِيلُ الظُّبَةِ ولَا نَابِي الضَّرِيبَةِ فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَنْفِرُوا فَانْفِرُوا وإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تُقِيمُوا فَأَقِيمُوا فَإِنَّه لَا يُقْدِمُ ولَا يُحْجِمُ ولَا يُؤَخِّرُ ولَا يُقَدِّمُ إِلَّا عَنْ أَمْرِي وقَدْ آثَرْتُكُمْ بِه عَلَى نَفْسِي لِنَصِيحَتِه لَكُمْ وشِدَّةِ شَكِيمَتِه عَلَى عَدُوِّكُمْ.
٣٩ - ومن كتاب له # إلى عمرو بن العاص
  فَإِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ دِينَكَ تَبَعاً لِدُنْيَا امْرِئٍ ظَاهِرٍ غَيُّه مَهْتُوكٍ سِتْرُه يَشِينُ الْكَرِيمَ بِمَجْلِسِه ويُسَفِّه الْحَلِيمَ بِخِلْطَتِه فَاتَّبَعْتَ أَثَرَه وطَلَبْتَ فَضْلَه اتِّبَاعَ الْكَلْبِ لِلضِّرْغَامِ يَلُوذُ بِمَخَالِبِه ويَنْتَظِرُ مَا يُلْقَى إِلَيْه مِنْ فَضْلِ فَرِيسَتِه فَأَذْهَبْتَ دُنْيَاكَ وآخِرَتَكَ ولَوْ