نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

45 - ومن كتاب له # إلى عثمان بن حنيف الأنصاري - وكان عامله على البصرة

صفحة 419 - الجزء 1

  فِي أَنْ أُطَهِّرَ الأَرْضَ مِنْ هَذَا الشَّخْصِ الْمَعْكُوسِ والْجِسْمِ الْمَرْكُوسِ حَتَّى تَخْرُجَ الْمَدَرَةُ مِنْ بَيْنِ حَبِّ الْحَصِيدِ.

  ومِنْ هَذَا الْكِتَابِ وهُوَ آخِرُه:

  إِلَيْكِ عَنِّي يَا دُنْيَا فَحَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ قَدِ انْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ وأَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ واجْتَنَبْتُ الذَّهَابَ فِي مَدَاحِضِكِ أَيْنَ الْقُرُونُ الَّذِينَ غَرَرْتِهِمْ بِمَدَاعِبِكِ أَيْنَ الأُمَمُ الَّذِينَ فَتَنْتِهِمْ بِزَخَارِفِكِ فَهَا هُمْ رَهَائِنُ الْقُبُورِ ومَضَامِينُ اللُّحُودِ واللَّه لَوْ كُنْتِ شَخْصاً مَرْئِيّاً وقَالَباً حِسِّيّاً لأَقَمْتُ عَلَيْكِ حُدُودَ اللَّه فِي عِبَادٍ غَرَرْتِهِمْ بِالأَمَانِيِّ وأُمَمٍ أَلْقَيْتِهِمْ فِي الْمَهَاوِي ومُلُوكٍ أَسْلَمْتِهِمْ إِلَى التَّلَفِ وأَوْرَدْتِهِمْ مَوَارِدَ الْبَلَاءِ إِذْ لَا وِرْدَ ولَا صَدَرَ هَيْهَاتَ مَنْ وَطِئَ دَحْضَكِ زَلِقَ ومَنْ رَكِبَ لُجَجَكِ غَرِقَ ومَنِ ازْوَرَّ عَنْ حَبَائِلِكِ وُفِّقَ والسَّالِمُ مِنْكِ لَا يُبَالِي إِنْ ضَاقَ بِه مُنَاخُه والدُّنْيَا عِنْدَه كَيَوْمٍ حَانَ انْسِلَاخُه.

  اعْزُبِي عَنِّي فَوَاللَّه لَا أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلِّينِي ولَا أَسْلَسُ لَكِ فَتَقُودِينِي وايْمُ اللَّه يَمِيناً أَسْتَثْنِي فِيهَا بِمَشِيئَةِ اللَّه لأَرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهِشُّ مَعَهَا إِلَى الْقُرْصِ إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْه مَطْعُوماً وتَقْنَعُ بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً ولأَدَعَنَّ مُقْلَتِي كَعَيْنِ مَاءٍ،