حكم أمير المؤمنين #
  ٤٠ - وقَالَ # لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِه وقَلْبُ الأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِه قال الرضي وهذا من المعاني العجيبة الشريفة والمراد به أن العاقل لا يطلق لسانه.
  إلا بعد مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة والأحمق تسبق حذفات لسانه وفلتات كلامه مراجعة فكره ومماخضة رأيه فكأن لسان العاقل تابع لقلبه وكأن قلب الأحمق تابع للسانه.
  ٤١ - وقد روي عنه # هذا المعنى بلفظ آخر وهو قوله:
  قَلْبُ الأَحْمَقِ فِي فِيه ولِسَانُ الْعَاقِلِ فِي قَلْبِه.
  ومعناهما واحد:
  ٤٢ - وقَالَ # لِبَعْضِ أَصْحَابِه فِي عِلَّةٍ اعْتَلَّهَا جَعَلَ اللَّه مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ حَطَّاً لِسَيِّئَاتِكَ فَإِنَّ الْمَرَضَ لَا أَجْرَ فِيه ولَكِنَّه يَحُطُّ السَّيِّئَاتِ ويَحُتُّهَا حَتَّ الأَوْرَاقِ وإِنَّمَا الأَجْرُ فِي الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ والْعَمَلِ بِالأَيْدِي والأَقْدَامِ وإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ والسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه الْجَنَّةَ.
  قال الرضي وأقول صدق # إن المرض لا أجر فيه لأنه ليس من قبيل ما يستحق عليه العوض لأن العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد من الآلام والأمراض وما يجري مجرى ذلك والأجر والثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل العبد فبينهما فرق قد بينه # كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب.
  ٤٣ - وقَالَ # فِي ذِكْرِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ يَرْحَمُ اللَّه خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ فَلَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِباً وهَاجَرَ طَائِعاً وقَنِعَ بِالْكَفَافِ ورَضِيَ عَنِ اللَّه وعَاشَ مُجَاهِداً.