نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

حكم أمير المؤمنين #

صفحة 487 - الجزء 1

  ١٠٥ - وقَالَ # إِنَّ اللَّه افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا وحَدَّ لَكُمْ حُدُوداً فَلَا تَعْتَدُوهَا ونَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا وسَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ ولَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً فَلَا تَتَكَلَّفُوهَا.

  ١٠٦ - وقَالَ # لَا يَتْرُكُ النَّاسُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ لِاسْتِصْلَاحِ دُنْيَاهُمْ إِلَّا فَتَحَ اللَّه عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْه.

  ١٠٧ - وقَالَ # رُبَّ عَالِمٍ قَدْ قَتَلَه جَهْلُه وعِلْمُه مَعَه لَا يَنْفَعُه.

  ١٠٨ - وقَالَ # لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ هَذَا الإِنْسَانِ بَضْعَةٌ هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيه وذَلِكَ الْقَلْبُ وذَلِكَ أَنَّ لَه مَوَادَّ مِنَ الْحِكْمَةِ وأَضْدَاداً مِنْ خِلَافِهَا فَإِنْ سَنَحَ لَه الرَّجَاءُ أَذَلَّه الطَّمَعُ وإِنْ هَاجَ بِه الطَّمَعُ أَهْلَكَه الْحِرْصُ وإِنْ مَلَكَه الْيَأْسُ قَتَلَه الأَسَفُ وإِنْ عَرَضَ لَه الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِه الْغَيْظُ وإِنْ أَسْعَدَه الرِّضَى نَسِيَ التَّحَفُّظَ وإِنْ غَالَه الْخَوْفُ شَغَلَه الْحَذَرُ وإِنِ اتَّسَعَ لَه الأَمْرُ اسْتَلَبَتْه الْغِرَّةُ وإِنْ أَفَادَ مَالًا أَطْغَاه الْغِنَى وإِنْ أَصَابَتْه مُصِيبَةٌ فَضَحَه الْجَزَعُ وإِنْ عَضَّتْه الْفَاقَةُ شَغَلَه الْبَلَاءُ وإِنْ جَهَدَه الْجُوعُ قَعَدَ بِه الضَّعْفُ وإِنْ أَفْرَطَ بِه الشِّبَعُ كَظَّتْه الْبِطْنَةُ فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِه مُضِرٌّ وكُلُّ إِفْرَاطٍ لَه مُفْسِدٌ.