32 - ومن خطبة له # وفيها يصف زمانه بالجور، ويقسم الناس فيه خمسة أصناف، ثم يزهد في الدنيا
  حكمة بعثة النبي
  إِنَّ اللَّه بَعَثَ مُحَمَّداً ÷ ولَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً ولَا يَدَّعِي نُبُوَّةً فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ وبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ واطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ.
  فضل علي
  أَمَا واللَّه إِنْ كُنْتُ لَفِي سَاقَتِهَا حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا مَا عَجَزْتُ ولَا جَبُنْتُ وإِنَّ مَسِيرِي هَذَا لِمِثْلِهَا فَلأَنْقُبَنَّ الْبَاطِلَ حَتَّى يَخْرُجَ الْحَقُّ مِنْ جَنْبِه.
  توبيخ الخارجين عليه
  مَا لِي ولِقُرَيْشٍ واللَّه لَقَدْ قَاتَلْتُهُمْ كَافِرِينَ ولأُقَاتِلَنَّهُمْ مَفْتُونِينَ وإِنِّي لَصَاحِبُهُمْ بِالأَمْسِ كَمَا أَنَا صَاحِبُهُمُ الْيَوْمَ واللَّه مَا تَنْقِمُ مِنَّا قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّ اللَّه اخْتَارَنَا عَلَيْهِمْ فَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي حَيِّزِنَا فَكَانُوا كَمَا قَالَ الأَوَّلُ:
  أَدَمْتَ لَعَمْرِي شُرْبَكَ الْمَحْضَ صَابِحاً ... وأَكْلَكَ بِالزُّبْدِ الْمُقَشَّرَةَ الْبُجْرَا
  ونَحْنُ وَهَبْنَاكَ الْعَلَاءَ ولَمْ تَكُنْ ... عَلِيّاً وحُطْنَا حَوْلَكَ الْجُرْدَ والسُّمْرَا