الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

المحسنات المعنوية

صفحة 98 - الجزء 1

  ونحو: {فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}⁣(⁣١).

  (٢/ ٣٧٣) ومن الطباق نحو قوله [من الطويل]:

  تردّى ثياب الموت حمرا فما أتى ... لها اللّيل إلّا وهي من سندس خضر⁣(⁣٢)

  (٢/ ٣٧٥) ويلحق به نحو: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ}⁣(⁣٣)؛ فإن الرحمة مسبّبة عن اللين، ونحو قوله [من الكامل]:

  لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى⁣(⁣٤)

  ويسمى الثاني: إيهام التضادّ.

المقابلة

  (٢/ ٣٧٧) ودخل فيه ما يختصّ باسم المقابلة؛ وهي أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو أكثر، بما يقابل ذلك على الترتيب، والمراد بالتوافق خلاف التقابل؛ نحو: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً}⁣(⁣٥)، ونحو قوله⁣(⁣٦) [من البسيط]:

  ما أحسن الدّين والدّنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرّجل

  ونحو: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى}⁣(⁣٧)، المراد باستغنى: أنه زهد فيما عند اللّه تعالى كأنه مستغن عنه؛ فلم يتّق، أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة؛ فلم يتّق.

  (٢/ ٣٧٩) وزاد السكاكى: وإذا شرط هنا أمر، شرط ثمّة ضدّه؛ كهاتين


(١) المائدة: ٤٤.

(٢) البيت لأبى تمام.

(٣) الفتح: ٢٩.

(٤) البيت لدعبل.

(٥) التوبة: ٨٢.

(٦) البيت لأبى دلامة، وقيل أبو لأمة، في المصباح ص ١٩٣، الإيضاح ص ٤٨٦، والإشارات ص ٦٣.

(٧) الليل: ٥ - ١٠.