أحوال متعلقات الفعل
الإيجاز والإطناب والمساواة
  (٢/ ٦٣) السكاكى: «أما الإيجاز والإطناب فلكونهما نسبيين(١) لا يتيسّر الكلام فيهما إلا بترك التحقيق والتعيين، وبالبناء على أمر عرفىّ، وهو متعارف الأوساط، أي كلامهم في مجرى عرفهم في تأدية المعنى، وهو لا يحمد في باب البلاغة ولا يذم فالإيجاز: أداء المقصود بأقلّ من عبارة المتعارف، والإطناب:
  أداؤه بأكثر منها».
  (٢/ ٦٤) ثم قال: «الاختصار - لكونه نسبيّا: يرجع فيه تارة إلى ما سبق، وأخرى إلى كون المقام خليقا بأبسط مما ذكر»؛ وفيه نظر؛ لأن كون الشيء نسبيّا لا يقتضى تعسّر تحقيق معناه. ثم البناء على المتعارف والبسط الموصوف: ردّ إلى الجهالة.
  (٢/ ٦٥) والأقرب أن يقال: المقبول من طرق التعبير عن المراد تأدية أصله بلفظ مساو له أو ناقص عنه، واف أو زائد عليه، لفائدة:
  (٢/ ٦٦) واحترز ب «واف» عن الإخلال؛ كقوله [من مجزوء الكامل]:
  والعيش خير في ظلال ... النّوك ممّن عاش كدّا(٢)
  أي: الناعم، وفي ظلال العقل.
  (٢/ ٦٧) وب «فائدة» عن التطويل؛ نحو [من الوافر]:
  وألفي قولها كذبا ومينا(٣)
  (٢/ ٦٨) وعن الحشو المفسد ك «الندى» في قوله [من الطويل]:
(١) أي من الأمور النسبية التي يتوقف تعقلها في القياس على تعقل شيء آخر.
(٢) أورده محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ١٤٣، وهو للحارث بن حلزة. النوك: الحمق.
(٣) أورده محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ١٤٣ لعدى بن الأبرش. وصدره: وقددت الأديم لراهشيه. قددت قطعت. الراهشان عرقان في باطن الذراعين. والضمير في (راهشيه) وفي (ألفي) لجذيمة بن الأبرش وفي (قددت) وفي (قولها) للزباء.