الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

الفن الثاني علم البيان

صفحة 89 - الجزء 1

  والجميع عقلىّ.

  (٢/ ٢٧٣) وإمّا مختلفان، والحسى هو المستعار منه، نحو: {فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ}⁣(⁣١)؛ فإنّ المستعار منه كسر الزجاجة، وهو حسىّ، والمستعار له التبليغ، والجامع التأثير؛ وهما عقليان، وإمّا عكس ذلك؛ نحو: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ}⁣(⁣٢)؛ فإن المستعار له كثرة الماء؛ وهو حسىّ، والمستعار منه التكبّر، والجامع الاستعلاء المفرط؛ وهما عقليان.

  (٢/ ٢٧٤) وباعتبار اللفظ قسمان؛ لأنه إن كان اسم جنس فأصليّة؛ كأسد وقتل، وإلا فتبعيّة⁣(⁣٣)؛ كالفعل، وما اشتقّ⁣(⁣٤) منه، والحرف.

  فالتشبيه في الأولين⁣(⁣٥) لمعنى المصدر، وفي الثالث⁣(⁣٦) لمتعلّق معناه⁣(⁣٧)؛ كالمجرور في: (زيد في نعمة)؛ فيقدّر في: (نطقت الحال) و: (الحال ناطقة بكذا): للدّلالة بالنّطق، وفي لام التعليل؛ نحو: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً}⁣(⁣٨): للعدواة والحزن بعد الالتقاط، بعلّته الغائية.

  (٢/ ٢٨٢) ومدار قرينتها في الأولين على الفاعل؛ نحو: «نطقت الحال بكذا»، أو المفعول؛ نحو: [من الرمل]:

  قتل البخل وأحيا السّماحا

  ونحو⁣(⁣٩) [من البسيط]:


(١) الحجر: ٩٤.

(٢) الحاقة: ١١.

(٣) أي: وإن لم يكن اللفظ المستعار اسم جنس فالاستعارة تبعية.

(٤) وفي نسخة: (وما يشتق منه)، والمراد به اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة.

(٥) أي: الفعل وما يشتق منه.

(٦) أي: الحرف.

(٧) وهو مثلا الابتداء في «من».

(٨) القصص: ٨.

(٩) البيت للقطامى. اللهذم: السنان القاطع. القد: القطع. وعجز البيت:

ما كان خاط عليهم كل زراد

سرد الدرع وزردها: نسجها.