حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مقدمة للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #]

صفحة 24 - الجزء 1

  ووجد الأمير بدر الدين ¥ في كتاب له مائة وعشرون سنة إلى وقت الإمام # كلاماً في ذكر قيام الإمام وغير ذلك.

  وأكرمه الله بكرامات نيرات؛ منها: النور الذي وقع على مدينة شبام حال دخول الإمام # حتى ظنه بعضهم ضوء القمر، ثم انكشف أنه آخر شهر.

  ومنها: ما رؤي من الراية الخضراء الرابعة لراياته الثلاث. ومنها: أنه حين دخل صنعاء شوهد فوقه وفوق عسكره طيور بيض صافّة أجنحتها مخالفة لما يعهد من الطيور.

  ومنها: فتحه باب غمدان بشصة من نشاب، وكان لا يُفْتَحُ بمفتاحه إلا بعلاج شديد، وغير هذه من الكرامات التي رواها الثقات الأثبات؛ منهم: الأمير الناصر للحق حافظ العترة الحسين بن بدر الدين في ينابيع النصيحة مع قرب العهد واتفاق العصر، وهي كثيرة مستوفاة في كتب السيرة، ولا ينكر الكرامات التي يكرّم الله بها أولياءه إلا الأشقياء الحسدة المحرومون، ولا غَرْوَ فقد أنكر معجزات جدّهم الجاحدون.

  وفي تعبٍ من يحسد الشمس ضوءها ... ويجهد أن يأتي لها بضريب

  وما أحقّهم بقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ... الآية [النساء: ٥٤].

  وخصائص هذا الإمام، وشمائله العظام، وفضائله المنيرة الفجاج، وفواضله الوضيئة الديباج، وبلاغته الوهاجة السراج، وعلومه المتلاطمة الأمواج، عالية المنار، واضحة الأنوار، متجلِّية الشموس والأقمار، وفي سيرته الخاصة به وكتب السيرة العامة الكثير الطيّب، والغزير الصيّب.

  وقد أَوْضَحْتُ المهمّ من أحوال أئمَّةِ العِتْرَةِ وأوليائهم في كتاب التحف الفاطمية شرح الزلف الإماميّة - نفع الله بها - على سبيل الاختصار.

  وقبضه الله تعالى إلى دار كرامته، ومستقرّ رحمته؛ يوم الخميس لاثني عشر يوماً من المحرّم، عام أربعة عشر وستمائة، وكان حال الوفاة بالمحلّ العظيم من الصبر، حتى فاضت نفسه الراضية المرضيّة وهو مُحْتَبٍ بثوبه وعُمُرُهُ اثنان وخمسون عاماً وثمانية أشهر واثنتان وعشرون ليلة بكوكبان.