[بيان ما تضمنه كتاب الشافي من الأسانيد إلى كتب الأمهات]
  وسُمِعَ بظفار ليلة وفاته قائل يقول: يا أبا محمد أنتَ القمر الزاهر، وأنت الربيع الماطر، وأنت الأسد الخادر، وأنت البحر الزاخر، أنت من القمر نوره وضياؤه، ومن الثمر حسنه وبهاؤه، ومن الأسد بأسه ومضاؤه؛ ثم ورد عليهم الخبر بعد ذلك بموته #، روى ذلك الفقيه حسام الدين حميد الشهيد ¥ عن السلطان الفاضل الحسن بن إسماعيل | أحد السامعين لذلك، وقُبِرَ الإمام أولاً بكوكبان، ثم نقل إلى بكُر، ثم إلى ظفار في السنة الرابعة من وفاته؛ فمشهده فيها مشهور مزور - صلوات الله وسلامه ورحمته ورضوانه وروحه وريحانه على روحه الطيّبة الزكيّة وعلى أرواح سَلَفِهِ أهل بيت النبوّة الطاهرين، واللهَ أسأل، وبجلاله أتوسّل أن يرزقنا المرافقة لهم في دار المتقين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين رب العالمين.
[بيان ما تضمَّنه كتاب الشافي من الأسانيد إلى كتب الأمهات]
  هذا، وإنه من المعلوم عند أولي الألباب أن من الواجبات المؤكّدة، والمفروضات المشدّدة، حفظ أسانيد العلوم المعتمدة، إذ بها حفظ علوم السنة والكتاب، وحماية معالم الدين عن التغيير والذهاب، وذلك من التبليغ والبيان بلا ارتياب، فالتمسك بها تمسك بأقوى الأسباب، وإنّ كتاب الشافي قد اشتمل على الإسناد إلى أجل معتمدات أئمة العترة وغيرهم من علماء الأمة.
  فقد تضمَّن الإسناد المتصل إلى مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي، والأماليات الأربع للإمام المؤيد بالله، والإمام أبي طالب، والخميسية والإثنينية للإمام المرشد بالله - رضوان الله وسلامه عليهم - وكتاب المحيط بالإمامة للعالم الحافظ أبي الحسن علي بن الحسين الزيدي ¥ ومناقب ابن المغازلي، وتهذيب الحاكم، وأمالي السمان، وتفسير الثعلبي، ومناقب أحمد بن حنبل، وأمهات كتب العامة الست: موطأ مالك، والبخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائي، والترمذي، وغير ذلك من المقاصد المهمة، والعلوم الجمة.
  وقد وقع بحمد الله تعالى ومنّه الجمع للمختار من طُرُقِ مؤلَّفات آل محمد $ وسائر علماء الإسلام في لوامع الأنوار، وفي الجامعة المهمة، وفي بحث من التحف الفاطمية - نفع الله بها - وقد تقدَّم السؤال من جماعة من أولي العلم - كثَّر الله عددهم، ويسَّر مددهم - ممن يسَّر