حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الحديث الحادي والعشرون

صفحة 263 - الجزء 1

  قوله #: فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَداً.

  الدرية والعلم والمعرفة معناها واحد. والاسم هو ما يتميز به المسمى عن غيره في الأغلب. وغداً هو يوم الحساب الذي يُفْرَقُ فيه بين العباد، وجعله غداً ليومنا لأن الدنيا لانقضائها كأنها يوم واحد في التمثيل.

  المَعْنَى فِي ذَلكَ: أنه # نبه بألطف استعارة وأحسن عبارة على الاستعداد لليوم المشهود الذي يقوم فيه الأشهاد، ويُفْصَلُ بين العباد، فلا تنقلب فيه الأسماء، ولا تنجلي فيه عن الظالمين الظلماء، من سُمي سعيداً فهو السعيد أبد الآبدين، ومن سُمي شقياً، فهو الشقي دهر الداهرين، لا يحول حاله، ولا يتغير مثاله، خيرٌ خالصٌ من كل شرٍّ للفائزين، وشرٌّ مُتَعرٍّ من كل خيرٍ للعاجزين، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا وإيَّاكم ممن عمل لغده، ولم يقتطع بالخذلان عن أمده، والصلاة على محمد وآله.