[التفكر والتدبر فيما يبعث فينا إيثار الآخرة على الدنيا الفانية]
  داره التي في بني غَنْم(١).
  والناقة: هي القَصْواء، وقد ذكرنا أن نُوقه ÷ التي كان يعتمد ركوبها، الجَدعاء والعَضْباء والقَصواء، فقال الشاعر في ذلك:
  على مَبْرَكِ القَصْوا تَبَوَّأْتَ مَنْزِلاً ... بِيَثْرِبَ يَهْنِيكَ الثَّنَاءُ(٢) الْمُحَبَّرُ
  قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷ يَقُولُ: «حَلُّوا أَنْفُسَكُم(٣) بِالطَّاعَةِ، وأَلِبسُوهَا قِنَاعَ الْمَخَافَةِ، وَاجْعَلُوا حَرْثَكُمْ لِأنْفُسِكُمْ، وَسَعْيَكُمْ لِمُسْتَقَرِّكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ عَنْ قَلِيلٍ رَاحِلُونَ، وَإِلَى اللَّهِ صَائِرُونَ، فَلَا يُغْنِي عَنْكُمْ هُنَاكَ إِلَّا عَمَلٌ صَالِحٌ قَدَّمْتُمُوهُ، أَوْ حُسْنُ ثَوَابٍ حُزْتُمُوهُ، إِنَّكُمْ إِنَّمَا تَقْدَمُونَ عَلَى مَا قَدَّمْتُمْ، وَتُجَازَونَ عَلَى مَا أَسْلَفْتُمْ، فَلَا تَخْدَعَنَّكُمْ زَخَارِفُ دُنْيَا دَنِيّةٍ عَنْ مَرَاتِبِ جَنَّاتٍ عَلِيَّةٍ، فَكَأَنْ قَدْ كُشِفَ الْقِنَاعُ فَارْتَفَعَ الَارْتِيَابُ، وَلَاقَى كُلُّ امْرِئٍ مُسْتَقَرَّهُ، وَعَرَفَ مَثْوَاهُ وَمَقِيلَهُ».
  (حَلُّوا) إن كان من الحِلْية، فالحِلْيَة معروفة، قال سبحانه: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ١٨}[الزخرف] ولا شك أن الحِلْيةَ تُزين المرأة فتنشأ فيها، وتبجَّح وتزداد حسناً، ولا تُبَيِّن الخصام؛ لأنهن محلُّ العِيِّ(٤) إلا القليل. والطاعة معروفة. والإلباس نقيض
= المنصور؛ فعسى أن يكون ذلك مكفِّراً، داعياً للإنابة، وماحياً بالتوبة، انتهى. (لوامع الأنوار - ط ٣ - ج ١/ ٧٣٢) مات في طريقه من العراق إلى مكة بالحاجر على خمسة أميال من المدينة سنة ١٦٨ هـ، وله خمس وثمانون سنة (انظر: تاريخ بغداد ٧/ ٣٢٤، وتهذيب التهذيب ٢/ ٢٧٩).
(١) بَنُو غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَاسْمُ النَّجَّارِ: تَيْمُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ، فَأَبُو أَيُوبٍ الْأَنْصَارِي خَزْرَجِي مِنْ بَنِي غَنْمِ، ا. هـ وذكر هذه الدار السمهودي (المتوفى: ٩١١ هـ) في كتابه (وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى) ج ٢/ ٧٣٣، وذكر أنها مقابلة لمنزل جعفر الصادق # التي بجوار دار أبي أيوب الأنصاري، اهـ.
(٢) في النسخة (أ) ونسخة أخرى: الْبِنَاءُ.
(٣) في الأصل: نُفُوسَكُمْ.
(٤) مصداقاً للحديث النبوي: «النِّسَاءُ عِيٌّ وَعَوْرَاتٌ، فَاسْتُرُوا عِيَّهُنَّ بِالسُّكُوتِ، وَعَوْرَاتِهِنَّ بِالْبُيُوتِ» الذي رواه الإمام الهادي # في الأحكام، وأورده في الدرر، والإمام محمد بن القاسم الرسي # في كتابه الهجرة والوصية، والإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية، والإمام المؤيد بالله # =